أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن وزارته تحرص على أن تحافظ وتطور البحوث في الإرث العلمي والفكري الذي أوصى به جاك بارك تركة لتيارت، كما كشف عن إعادة إطلاق مهرجان الفيلم المتوسطي بعد 30 سنة من الغياب. ولدى إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول جاك بارك بمركز الدراسات الخلدونية في تيارت؛ قال ميهوبي إن "وزارة الثقافة تحرص على أن تحافظ وتطور البحوث في الإرث الثقافي والعلمي والفكري الذي أوصى به بارك تركة لتيارت وتحرص على تفعيله"، مضيفا أن الوزارة ستولي اهتماما بالغا بولاية تيارت لما لها من إرث فكري وثقافي عبر العصور". واعتبر الوزير أن "جاك بارك قامة علمية وفكرية عالمية تحمل من الوفاء لأرض تيارت ما يعزز مكانتها الضاربة في التاريخ باعتبارها ملتقى لقامات فكرية كبيرة مثل ابن خلدون وبكر بن حماد وغيرهم". وأبرز في هذا الصدد أن "بارك قدم الكثير من الأعمال التي تناولت المجتمع الجزائري والعربي بموضوعية حيث كان صاحب مواقف ومبادئ مناهضة للاستعمار حتى لما كان المستعمر بلده الأم فرنسا"، مضيفا ميهوبي أن "جاك بارك كان عالميا وإنسانيا في فكره ودراساته وأخذ موقفا مع القضايا العادلة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. كما كان له الفضل في إنتاج مصطلحات علمية ذات بعد فكري متعلقة بالمجتمع الجزائري والمغربي والعربي من باب أن الباحث لا يمكن أن يدرس مجتمعا حتى يكون جزء منه". وتميزت أشغال الصبيحة من اليوم الأول من هذا الملتقى الذي يدوم يومين بتقديم عدة محاضرات منها "المرجعيات الفكرية المتداخلة لدى جاك بارك" التي قدمها محمد تاج من جامعة تيارت والذي أبرز من خلالها أن جاك بارك اهتم بالتراث اليوناني وعصر التنوير والفلسفة الأوروبية الحديثة والمعاصرة بالتراث العربي والإسلامي لينتج رصيدا يقدر ب 153 كتابا منها ترجمة معاني القرآن. ومن جانبه؛ تطرق محمد طيبي من جامعة وهران إلى "هندسة المعاني في فكر بارك وشخصيته"، وقال إن هذه الشخصية تقع في "منزلة بين منزلتي الفكر الغربي والعربي الإسلامي"، مشيرا إلى مناصرته للقضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية. ويشارك في هذا الملتقى الذي ينظمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بمساهمة مديرية الثقافة لولاية تيارت باحثون وجامعيون من الجزائروفرنسا. وسيتناول هذا الملتقى حياة وأعمال المفكر الفرنسي جاك برك من خلال عدة محاور منها "دراسة شخصية وفكر جاك بارك" و"مساهمته في نقد المعارف التي أنتجتها فترة الاستعمار" و"قراءة وتأويل وبناء المفاهيم ومكانة علوم الإنسان والمجتمع في المغرب والمشرق العربيين من خلال مفهوم القراءة والمطالعة والقرآن في رؤية بارك". كما يعرض على هامش هذا الملتقى الأرشيف والإرث الفكري الخاص بجاك بارك الموجود بفرندة.