أعطى أمس وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إشارة انطلاق أشغال الملتقى الدولي حول حياة وأعمال جاك بارك الذي يحتضنه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ بتيارت حيث أوضح وزير الثقافة خلال تدخله أن جاك بارك يحمل من الوفاء ما يمكن أن يعزز ذاكرته لدى الجزائريين واعتبره فخر لتيارت التي عرفت قامات تاريخية من ابن خلدون وصولا الى الأمير عبد القادر تركوا بصمتهم في الذاكرة الثقافية مؤكدا أن تنظيم أيام حول جاك بارك هو بمثابة محاربة النسيان وأضاف عز الدين ميهوبي أن جاك بارك صاحب مواقف ومبادئ ساند الثورة الجزائرية وكان صارما مع الاستعمار فهو الذي قال أن الاحتلال أن تأكل الأرض أو تأكلها فهو أيضا مساند للقضية الفلسطنية وفكره المستشرق أفاد به الكثير من الباحثين وقدم مصطلحات ذات البعد الفكري وترجم معاني القرآن الكريم وروائع الأدب العربي لطه حسين وأدونيس وكان عضوا بالمجمع للغة العربية بالقاهرة. أما والي تيارت فقد أكد من جهته أن تيارت كانت تتوفر في عهد الدولة الرستمية مكتبة المعصومة وكانت تسمى آنذاك ببغداد المغرب العربي فهذه المكتبة ضمت أكثر من 300 ألف مجلد وأضاف أن علماء كثيرون مروا من هنا من ابن خلدون إلى محمد الميلي وأشار يفي تدخله أن الولاية تتوفر حاليا على 226 ألف كتاب و 7 قاعات سينما ودار ثقافة ويتم حاليا انجاز ملحقة للدراسات الجهوية للفنون الجميلة . كما عرض الباحث عمر حاشي أرشيف جاك بارك وصور عن الملحقة البلدية للمكتبة بفرندة والتي أهداها مكتبته الخاصة. وفي اليوم الأول تطرق الدكاترة والباحثين من الجامعة والجزائرية والفرنسية حول نظرة بارك للتشكيلات الاجتماعية العربية حيث قضى المفكر جزءا كبيرا من حياته العلمية في الأسفار والتجوال في العالم الإسلامي خاصة في المغرب إذ تغذى من العلوم التقليدية التي فك قصورها والعلوم الكولونيالية التي فك ضلالاتها وأعمال بارك تتطرق إلى المقومات الشرسة أو الخفية ضد المجتمعات العربية التي تعيد قولبة وبنائه بإعادة تشكيل المادة الأولية وهي القبيلة أو العرش والإخوانية (الطريقة)وأعماله هي ربط بين المغرب والمشرق فتصوره كان حول إندماجهما في صفة التطور والحداثة.