تتوزع الحركة التجارية لمدينة الجلفة، على 3 أسواق رئيسية، الأولى في وسط المدينة والثانية سوق بن جرمة والأخيرة سوق الرحمة بالحي الشعبي 100 دار، ولكل سوق زبائنه ومريديه، فلا مجال لاختلاط الزبائن والمتسوقين، ويعتبر سوق بن جرمة السوق الأكثر التهابا في الأسعار ومقصدا لأصحاب المال و"المرفهين" وأسعاره مرتفعة جدا، بل أحيانا مبالغ فيها، مقارنة بنفس السلع على مستوى سوق وسط المدينة بشقيه سواء المغطى منه أو الجناح الخاص بالخضر والفواكه الذي استحدثه أحد الخواص عقب نزع الطاولات الفوضوية، حيث يسجل انخفاض في الأسعار مقارنة بسوق بن جرمة، هذا الأخير يحوي محلات وأجنحة خاصة ب"المرفهين" يتم عرض بها خضر تشع نظافة وصحة، لكن تبقى الأسعار في غير متناول الجميع، لأنها "نار نار"، ويقصدها من هو في أحسن حال مالي ونفس الوضع بالنسبة لجناح اللحوم بمختلف الأنواع، ليبقى أن سوق الرحمة وحده من يوفر التسوق ل"الزوالية" والمعدومين، في ظل نوعية الخضر والفواكه واللحوم التي لا ترقى طبعا لنفس النوعية المعروضة في السوقين السابقين. سوق وسط المدينة، الواجهة التجارية الأولى على مستوى الولاية، ويعتبر مقصدا لجميع سكان البلديات، وهو الأمر الذي جعله يكتسي طابعا خاصا، ليس في شهر رمضان فقط، بل على طول العام، وتعيث فيه الأوساخ "تجولا"، خاصة برواق جناح اللحوم بمختلف أنواعها، لكون أن المتجول فيه، يقف على أن النظافة هي آخر الأشياء المحترمة، على خلفية المياه القذرة والصادرة من عمليات غسل اللحوم والشحوم والأحشاء، التي لا تجد طريقها إلى قنوات صرف المياه القذرة، لتظل هي الأخرى متجولة بشكل عادي في مختلف الأروقة، وعلى أي والج إلى جناح اللحوم، أن "يشمر" على رجليه وعلى يديه، حتى لا يأخذ نصيبه من المياه القذرة، إلا أن ذلك لا ينفع فالأوساخ وراءك وراءك ما دامت دخلت إلى عمق هذا السوق ورغم ذلك فسوق وسط المدينة هو الوجهة الأولى لجميع المتسوقين وهو ما يضمن التقاء المتسوقين من جميع الفئات. سوق الرحمة وبجناح الخضر المخصص "للزوالية"، يعتبر جناحا لتسويق كل الخضر، الصحية منها والفاسدة والمنتهية الصلاحية، على اعتبار أن هذه السلع، تضل على طول الليل والنهار عرضة للشمس والحرارة والغبار، فلا شيء يحميها من عوامل التعرية، اللهم إلا مجموعة من "الشكاير" يتم تغطية بها هذه الخضر بعد انتفاض التجار والمتسوقين، مع العلم بأن هذا السوق عبارة عن طاولات عرض تبقى في أماكنها على طول اليوم، لتتحول إلى مرتع للقطط والكلاب وغيرها وفي الصباح تتحول إلى طاولات عرض الخضر الموجهة للاستهلاك الآدمي ومنها طاولات مخصصة أيضا لعرض اللحوم بمختلف أنواعها أيضا، ولأخذ صورة واضحة وجلية عن الطبقية والفوارق بين الأسواق الثلاثة، تم عرض الطماطم بسوق بن جرمة في أول أيام رمضان ب 120 دينارا جزائريا، فيما بلغ سعره بوسط المدينة 70 دينارا جزائريا، غير أن سعرها في بعض طاولات سوق الرحمة لم يتعد 40 دينارا، وأيضا تم عرض الفلفل بحوالي 150 دينارا بالسوق الأول وسعره بالسوق الثاني في حدود 70 دينارا ونهاية الحديث لكم واسع النظر والتسوق على حسب الأسعار وما تخفيه "الجيوب".