غيّر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، خطابه تجاه الاسلام والمسلمين في فرنسا، وذلك على خلفية الانتقادات التي طالته من قبل رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دليل بوبكر، حيث أكد خلال مشاركته في منتدى "الجمهورية والإسلام" على ضرورة احترام الديانة والثقافة الإسلامية، مشيرا إلى أن بلاده بحاجة إلى نقاش هادئ وبناء بهذا الخصوص، ليتخذ بذلك موقفا مغايرا لما سبق، أين ربط الإسلام بالتطرف، في خطابه الذي وجهه إلى يهود فرنسا بعد عملية تدنيس وتخريب استهدفت مقبرة يهودية في بلدة "سار إنيون" قرب مدينة ستراسبورغ في شرق فرنسا. تركت الانتقادات التي وجهها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وعدد من الجمعيات الحقوقية إلى فالس سابقا، بخصوص مساسه بالإسلام والمسلمين، بصمتها عليه، حيث راح يستدرك الوضع، مؤكدا خلال مشاركته أول أمس في منتدى "الإسلام والجمهورية" الذي نظمته فرنسا باقتراح من النائب جان غلافاني، على ضرورة احترام المسلمين والديانة والثقافة الإسلامية، منتقدا في الوقت ذاته، الندوة المغلقة التي نظمها الجمهوريون ونيكولا ساركوزي الأسبوع الماضي، قائلا "فرنسا بحاجة إلى نقاش هادئ وبناء"، موضحا بأن النقاش والحوار مهم في أي مجتمع، في إشارة إلى أن ندوة ساركوزي أثارت حساسية لدى المسلمين، بينما يسعى المنتدى إلى إثارة نقاش بناء وهادئ يخدم المجتمع الفرنسي، يتم بطريقة ذكية، مشيرا إلى أنه أول منتدى حول الإسلام ينظم بعد الهجمات الإرهابية التي قادها متطرفون ضد فرنسا في جانفي الماضي. وأضاف فالس، إن اليوم مع وجود خبراء ومختصين ومثقفين وخبراء اجتماعيين يشاركون في المنتدى، لابد من أن يكون النقاش معمقا وبناء، خاصة أن الإسلام يحتل مكانة في المجتمع الفرنسي وحتى الأوربي -في إشارة إلى عدد الجالية المسلمة- مشددا على ضرورة احترام المسلمين وديانتهم وثقافتهم. وكان رئيس الوزراء الفرنسي، قد أدلى في وقت سابق بتصريحات اعتبرها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وجمعيات حقوقية إلى جانب الجاليات المسلمة مساسا بالإسلام والمسلمين، ووجهت له على إثرها انتقادات كبيرة.