معالم جزائرية تميّزت هندسة الجامع الكبير بتلمسان باستعمال عقد على شكل حدوة فرس متجاوزة ومنكسرة وأخرى متعدّدة الفصوص مزخرفة خاصة جوار المحراب. هو مسجد من بين أهم المساجد الموجودة على مستوى الجزائر والتي خلدها الطراز المعماري للمرابطين، هما مسجد الجزائر الكبير ومسجد ندرومة، هو النموذج المغاربي الأول للعمارة الدينية، فتصميمه على النحو التالي يمثل مجموعة من البلاطات المتعامدة مع حائط القبلة، كما يحتوي على صحن مستطيل الشكل، محاط بأروقة على الجانبين. إن تاريخ هذا المعلم شهد اختلافات كثيرة، فنجد الباحث الأثاري "مار سيلي" يؤرخه بتاريخ المسجد الكبير الموجود بالعاصمة الجزائر أي حوالي عام 530ه/1070م، غير أن النقيشة الكتابية التي وجدت على المحراب تعارض تحليل مار سيلي، حيث كتب عليها هذا التاريخ 590ه/ 1136م فارجع مار سيلي هذا التاريخ إلى السنة التي أقيم فيها ترميم المسجد وتزيينه. المسجد الكبير، تحفة فنية معمارية في حلة جمالية مميزة تبهر كل من يدخله، إنه بيت من بيوت الله المتميز و الراقي، وحري بنا أن نفتخر باحتواء الجزائر على مثل هذا المعلم الضخم بأسلوبه المعماري الرفيع والمنتسب لأرقى الحضارات، الحضارة الإسلامية التي خلّدت تاريخها المتجذّر في أعماق الحضارات.. إن للمسجد مخطّطه الأصلي، حيث إنه لم يكن يتضمّن على الرواقين الجديدين الذين يتقدمان المئذنة فهو عبارة عن مستطيل مقطوع بمساحة مثلثة في جزئه الشمالي الغربي. إن الفضاء المجاور للمحراب ببلاط واسع تعلوه قبتان أُتقن صنعهما، على غرار قباب جوامع قرطبة بالأندلس والقيروان بتونس والأزهر بالقاهرة، غير قبة محراب الجامع الكبير التي تعد من أهم وأبرز القباب فهي ذات عروق تتشكل من ستة عشر ضلعا ترتكز على إفريز مربع بواسطة عقود الزوايا الأربع ذات المقرصنات. تُعد هذه العناصر الزخرفية فارسية الأصل، جلبت من الشرق وأدخلت إلى بلاد المغرب من طرف المرابطين أو من طرف بني حماد، فمحرابه متقن جدا في صناعته فهو يتميز بزخارف جبسية، نباتية وكتابية.