في تقرير صدر هذا الأسبوع عن معهد غالوب الأمريكي لاستطلاعات الرأي، صنف الجزائر في المرتبة الخامسة عربيا من حيث الشعوب الأكثر سعادة في العالم بعد الإمارات العربية والسعودية والبحرين وموريتانيا، كما تم ترتيب الجزائر ضمن الرواق 64 عالميا من أصل 145 بلدا احتل فيها المغرب المرتبة 115 عالميا. ونشر معهد غالوب الأمريكي لاستطلاعات الرأي نتائج عمله في نهاية الأسبوع وفق "مؤشر غالوب هيلث واي" الدولي للسعادة الذي يعتمد على سلسلة من العوامل والمحاور كالأمان المالي والسلامة الجسدية. وأوضح التقرير في تفسيره للنتائج المتحصل عليها أن من بين أسباب سعادة الشعوب وجود مجتمع يعيش فيه أشخاص كرماء ويتمتعون بروح التطوع ومساعدة الآخرين، مشيرا إلى أن السعادة لا تعني بالضرورة أن يقوم الأفراد بأنشطة مسلية، بل أن يكون في بلدان يتمتعون فيها بحرية أكبر، فضلا عن وجود ركائز لمحاربة الفساد، ورغم ما يقال عن تنامي ظاهرة الفساد في الجزائر فمن الواضح أن المعالجة الأخيرة لجبل الفساد والفضائح في بنك الخليفة والطريق السيار شرق غرب وباقي الملفات الأخرى ساهم في أن تنال الجزائر ترتيبا متقدما ضمن قائمة الشعوب الأكثر سعادة في العالم، ويعتبر الرقم المشار إليه سابقا متوسطا، وهو ترتيب أفضل من كافة دول شمال افريقيا وغالبية الدول العربية. وكان تقرير سابق نشر العام الماضي نال قسطا كبيرا من السخرية والتهكم والانتقادات المثيرة بشأن تصنيف الجزائر من الدول التي تعتبر شعوبها الأكثر سعادة في العالم، وتمكنت الجزائر من تجاوز مأزق الربيع العربي الذي زج بعدة بلدان في أتون حروب مفتوحة لم تنته بعد، كما أن الجزائريين يتمتعون بنسبة مقبولة من الخدمات الصحية فضلا عن الدخل اليومي للمواطن في الجزائر. كما أن الاستقرار يعتبر عاملا واضحا في هذا الترتيب، استقرار الفرد من الناحية الاجتماعية على وجه الخصوص، زيادة على باقي الخدمات المرتبطة بتحسين أداء الإدارة. هذا ونشير إلى أن باناما احتلت المرتبة الأول عالميا من حيث الشعوب الأكثر سعادة في العالم.