يبدو أن شخصية "الرجل الحديدي" في سلسلة الأفلام الأميركية التي تحمل الاسم ذاته ستفارق في المستقبل القريب عالم الخيال لتدخل إلى دنيا الواقع بعد تطوير طائرة ظهر يقول مطوروها إنها ستتوفر في الأسواق العام المقبل. وطائرة الظهر "جيت باك" عبارة عن طائرة صغيرة تثبت على كتفي وظهر الراكب الذي يستقلها في وضع الوقوف، ويبلغ ثمنها 150 ألف دولار، وتقول شركة مارتن إيركرافت المطورة للمشروع -ومقرها نيوزيلندا- إنها ستغير مشهد عمليات البحث والإنقاذ. وفي المعرض الجوي بالعاصمة الفرنسية باريس تمكن الزوار للمرة الأولى من تجربة شعور التحليق بما يشبه حقيبة الظهر الطائرة التي من المقرر أن تصل شحنتها الأولى إلى الأسواق عام 2016. وقال المدير التنفيذي والإداري لمشروع "مارتن جيت باك" بيتر كوكر "إنها تطير فعلا مثل طائرة الظهر، وهذه فرصة لكي يعرف الناس كيف يكون الشعور في مثل هذه التجربة"، مؤكدا أن الطائرة آمنة تماما. وقال "إن الطائرة تشبه كثيرا سيارات سباق فورمولا1"، منوها بأنها تضم مظلة بالستية "آمنة بأكبر قدر ممكن"، حيث بإمكانها أن تنفتح على ارتفاع منخفض للغاية وتعمل على إنقاذ الطيار والطائرة نفسها في حالات الطوارئ. يذكر أن الأبحاث لتصنيع أول طائرة ظهر على المستوى التجاري انطلقت منذ ثلاثين عاما، ونجحت الطائرة في الاختبارات في التحليق على ارتفاع زاد على ألف متر بسرعة 119 كيلومترا في الساعة تقريبا. أما النسخة الجديدة من طائرة الظهر بي12 فلديها محرك يعمل بالبنزين يشغل مروحتين، ويمكنها أن تحمل شحنة تجارية زنتها 120 كيلوغراما، ورغم أن طائرة الظهر ستجتذب المغامرين الأثرياء فإنها تستهدف في الأساس العاملين في الطوارئ لتساعدهم في الوصول إلى المناطق الصعبة خلال عمليات البحث والإنقاذ. وتقلع طائرة الظهر وتهبط بشكل عمودي، وهو ما يمكنها من الهبوط على الأسطح المليئة بالهوائيات والأسلاك، كما يمكنها التحليق في الأماكن الضيقة، وهي قادرة على أن تظل في الهواء نصف ساعة، وتصفها الشركة بأنها بديل عملي عن الطائرات المروحية. وساهمت شركة "كوانغ تشي ساينس" الصينية للطيران والفضاء بأربعين مليون دولار في تمويل المشروع، ويقول رئيس الشركة ريو بينغ ليو إنه يأمل أن يجرب طائرة الظهر بنفسه، وإنه سيشتري واحدة يوما ما، وقال "إنها من أجمل الماكينات التي رأيتها في العالم والناس سيحبونها".