الحبيب الصيد يؤكد تأمين المنشآت البريطانية بتونس ذكرت مصادر أمنية تونسية اليوم، أن خمسة مسلحين قتلوا أثناء مداهمات وتبادل إطلاق النار في منطقة القطار بولاية قفصة، فيما أصيب عنصران من الأمن بجروح. وتأتي العملية الأمنية في إطار تشديد الإجراءات الأمنية، التي اتخذتها السلطات التونسية بعد الهجوم على منتجع في مدينة سوسة الساحلية الذي أوقع 38 قتيلاً، بينهم 30 بريطانيًا. وذكرت السلطات التونسية أن نحو 100 ألف جندي يعملون على توفير الأمن في البلاد بعد هجوم سوسة. كما قالت إنها نفذت 734 حملة أمنية منذ الهجوم، أسفرت عن إيقاف 127 شخصًا يشتبه في انتمائهم لجماعات إرهابية. وفي غضون ذلك، أكدت السلطات التونسية أن الحاجز الترابي، الذي تقرر إنشاؤه على الحدود مع ليبيا، سيمتد على مسافة 186 كيلومتر بين معبري رأس جدير والذهيبة. وأعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، السبت الماضي، حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر عقب هجوم سوسة. وقال السبسي إن تونس في "حالة حرب"، مشيرًا إلى أن حدوث هجمات أخرى مثل أحداث سوسة قد يؤدي إلى انهيار الدولة، فيما أعلن داعش المسؤولية عن الهجوم في مدينة سوسة. وفي الأثناء، ناقشت افتتاحية جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية قرار الرئيس التونسي باجي قائد السبسي بفرض حالة الطوارئ في تونس لمدة ثلاثين يومًا بعد أن فتح تونسي النار على شاطئ بفندق "إمبريال مرحبا" في سوسة الشهر الماضي وتسببه في مقتل 38 شخصًا غالبيتهم سائحون. وشككت الافتتاحية، في جدوى فرض حالة الطوارئ في مكافحة الإرهاب قائلة "ليس من الواضح كيف ستساعد حالة الطوارئ تونس في مكافحة الإرهاب"، وأضافت: "سيعتمد كثيرٌ على كيفية استخدام السلطات الموسعة للشرطة والجيش". وقالت الجريدة إنه يجب تعزيز الأمن وتدريب وتجهيز الشرطة لإعدادها للاستجابة بصورة أفضل، إلا أنَّها حذَّرت من أن "العودة إلى طرق الماضي السلطوية تهدِّد بتقليص دور المجتمع المدني وتقليس الحريات المدنية وهما ما يعدان الدواء المضاد للإرهاب". وأشارت الجريدة إلى انَّ حق السبسي في منع التجمع العام يمكنه أن يعمل بصورة عكسية ويغذي حالة الإحباط العام في تونس. من ناحية أخرى، أعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أن بلاده "قامت بواجبها" لحماية "المنشآت البريطانية"، وذلك في أول رد فعل رسمي من الحكومة على طلب لندن من رعاياها مغادرة تونس لوجود تهديدات إرهابية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الصيد قوله أمام مجلس نواب الشعب "البرلمان" إن حكومته ستخاطب الحكومة البريطانية لتبليغها أن تونس قامت بكل ما في وسعها لحماية المنشآت البريطانية على ترابها. وبيّن الصيد أن هذه الحماية شملت كل منشآت البلدان الأخرى، مضيفا "هذا واجبنا كحكومة وكدولة لحماية كل مصالح البلدان الموجودة في تونس". وتابع "نحن مستعدون لإجلاء مواطني المملكة المتحدة في أحسن الظروف وحماية كل من يريد البقاء في تونس"، مشيرا إلى أن "مجموعة من الخبراء البريطانيين الذين جاؤوا إلى تونس وقاموا بتقييم الوضع الأمني الحالي فيها أعربوا عن بعض الملاحظات بشأن الوضعية الأمنية في البلاد". وجاءت هذه التصريحات عقب تحذير وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بمغادرة تونس، وأوصت بعدم السفر إلى هذا البلد لغير الضرورة، واعتبرت أن التدابير الحالية غير كافية أمام "التهديدات الإرهابية القوية". وجاء تحذير الوزارة بعد قرابة أسبوعين من الهجوم الذي استهدف فندقا في سوسة شرقي تونس، والذي أودى بحياة 38 شخصا بينهم 30 بريطانيا.