ربما وبسبب التداعيات الخطيرة التي رسمّها الوضع في ولاية غرداية، كان تركيز مختلف وسائل الإعلام الجزائرية خلال خطاب الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، على التصريحات المتعلقة بأحداث القرارة، وما نتج عنها من قرارات رئاسية و اجراءات أمنية ميدانية. ولكن الأمر الخطير الذي أشار إليه مدير ديوان رئيس الجمهورية، كان في الشق الاقتصادي، فأحمد أويحيى المعروف عنه لقب "المراوغ" لم يراوغ هذه المرة، بل توجّه بالحقيقة مباشرة للشعب، الحقيقة التي قال بأنه "حان الوقت لقولها للشعب كاملة دون أي لف ودوران". ما هي هذه الحقيقة التي يريد أحمد أويحيى إطلاع الشعب عليها؟ وما هي هذه الحقيقة التي انتقد من أجلها كل مسؤول أو سياسي يريد إخفاءها عن الجزائريين؟ لأنها وحسب أويحيى "الضربة ستكون موجعة" بعد أن يستسقظ الشعب يوما ما على هذه الحقيقة "المفزعة" ويجد نفسه أمام الواقع دون أي تحضير مسبق من طرف مسؤولين و سياسيين "كانوا فقط يمارسون هوايتهم المفضلة ألا وهي الكذب وإخفاء الحقائق". أويحيى وخلال حديثه السبت بالجزائر العاصمة، قال بأن الوضع الاقتصادي للجزائر بات مقلقا للغاية، بل عاود التأكيد مرة أخرة "أقول لكم الاقتصاد الوطني مقلق بالفعل. فمسألة تراجع أسعار النفط الذي أفقد البلاد 50 بالمائة من المداخيل'' قال بشأنها أويحيى بأنها "حقيقة يجب أن يعرفها الجزائريون" فلا يمكن اخفاء الشمس بالغربال لأنها ستظهر لا محالة، اليوم أو غدا ولكنها ستظهر، لهذا اعتبر أويحيى الأمر جديا ولا مجال للمراوغة فيه، وعلى الجميع أن يعرف الحقيقة كاملة حتى لا يحصل للجزائر مثلما حصل في سنة 1985 عندما كان العالم أجمع في أزمة، غير أن رئيس الحكومة آنذاك خرج للجزائريين يقول لهم "الجزائر أخذت احتياطاتها وما تخافوش ما تقيسهاش الأزمة". أويحيى تابع بالقول "ولكن في سبتمبر 1986 انهار سعر برميل البترول بشكل لا يصدق" ماذا حدث؟ يضيف أويحيى" قعدنا نتخبطو .. وراهي الاحتياطات ووراه الخطاب الشعبوي". أويحيى ومن جهة أخرى دعا إلى ضرورة الالتفاف على التنمية المحلية وتطوير الاقتصاد الوطني خارج المحروقات، وقال إن زمن البرميل والدولار قد ولى، فالجزائر حسب أويحيى "ليست السعودية التي تنام على بحر من البترول".