عاد ملف الوحدة بين حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير للواجهة، بعد أفول دام قرابة السنتين، حيث شهد اليومين الأخيرين من شهر رمضان إفطارا جماعيا جمع مناضلي الحزبين من ولاية بومرداس، الذين اتفقوا على "ضرورة توحيد الجهود من أجل العمل الذي يسعى لتحقيق الفكرة الواحدة والمدرسة الواحدة". بدعوة من قياديي المكتب الولائي لحركة مجتمع السلم ببومرداس، نزل المكتب الولائي لجبهة التغيير ضيفا لدى مناضل "حمس" في إفطار جماعي، قل نظيره في السنتين الماضيتين، بعد فتور وغياب الحديث عن ملف الوحدة بين أبناء الشيخ الراحل محفوظ نحناح. وحسب ما ذكرته مصادر من بيت حركة مجتمع السلم، فقد تم الاتفاق بين الحاضرين على ضرورة توحيد الجهود من أجل العمل الذي يخدم الأهداف الكبرى التي يسعى إلى تحقيقها أبناء الفكرة الواحدة والمدرسة الواحدة، موضحا "وقد حرص جميع الإخوة الحاضرين من المكتبين على ضرورة دفع إبقاء ملف الوحدة مفتوحا"، معتبرين ذلك بمثابة "واجب وقت"، كما أصروا على "مطالبة القيادات بتحقيق هذا الإنجاز الذي ينتظره الكثير في قواعد الحركتين". وقد تميز اللقاء بحضور بعض الإخوة "ذوي السبق" داخل الحركة ممن كانوا خارج الوطن لسنوات، كالدكتور أسامة بن دلهوم، وحكيم بويري، وقد شهد اللقاء أيضا بعض الكلمات ألقاها الدكتور أسامة بن دلهوم. ومن المرتقب أن يرفع كل من مسؤولي المكتبين الولائيين لحركة مجتمع السلم، وجبهة التغيير، تقريرا مفصلا عن الإفطار الجماعي الأول من نوعه، بالإضافة لما تم الاتفاق عليه من عمل جماعي قاعدي، ومطالب القاعدة النضالية للحزبين من "ضرورة إخراج ملف الوحدة من الدرج لتحقيقها". للإشارة، فإن ولاية بومرداس، كانت في السابق من بين الولايات التي عرفت انشقاقا كبيرا عقب ما حدث في بيت الشيخ نحناح بين أبو جرة سلطاني وعبد المجيد مناصرة، لتكون الولاية كالشعرة التي قصمت ظهر البعير، وهي التي عرفت أيضا انشقاقا آخر، كان فيه الخاسر الأكبر جبهة التغيير ورئيسها مناصرة، بعد خروج العديد من القيادات عن بيت الطاعة والتحاقهم بحركة البناء الوطني التي يقودها حاليا مصطفى بلمهدي. للإشارة، عرف ملف الوحدة تطورات كبيرة سنة 2013، خاصة بعد عشاء بئر توتة الذي رسم المصالحة بين أبو جرة ومناصرة، ذات يوم من أفريل 2013، حضره عن "حمس" كل من رئيس مجلس الشورى الوطني عبد الرحمن سعيدي وعبد الحميد مداود رئيس لجنة الصلح آنذاك، بالإضافة إلى بعض القيادات أيضا من جبهة التغيير، بالإضافة إلى حضور نجل الشيخ نحناح، نور الدين، حيث تم تبادل أطرفا الحديث بخصوص العمل على مشروع الميثاق الوحدوي والمضي فيه قدما. وفي هذا السياق، قام وفد من جبهة لتغيير بقيادة رئيسها بزيارة مجاملة للدكتور عبد الرزاق مقري ببيته بحضور لفيف من قيادات الحركة يوم 13 ماي 2013، وقد جددا التزام الحركتين بمشروع الوحدة الذي يعتبر "عربون وفاء للشيخ محفوظ نحناح". فيما هنأ مناصرة زميله بنجاح مؤتمر حركة حمس، معربا عن "الاستعداد الكامل لتحقيق الوحدة بين أبناء الشيخ محفوظ نحناح"، غير أن هذا المشروع بقي في الأدراج منذ تلك الفترة، فهل ستكون هذه المرة ولاية بومرداس العجلة التي تعيد قطار الوحدة لسكته؟.