يواجه الإسلام في فرنسا حملة تشويه بسبب الضغط الذي يمارسه العنصريون خاصة من اليمين واليمين المتطرف على الحكومة الفرنسية وكذا ارتفاع الإسلاموفوبيا على خلفية التهديدات الإرهابية التي تطال فرنسا ودول العالم، إلى جانب تواطؤ رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنور كبيبش المغربي الأصل مع المعادين للإسلام في سعي منه لربط علاقات تمكنه من البقاء في منصبه أطول وقت ممكن، الذي يخطط لتجسيد مشروع "علمنة الإسلام"، بالتعاون مع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان. وكشف رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المغربي أنور كبيبش، عن نيته في التحاور مع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان المعادية للإسلام والمسلمين في فرنسا تحت مبرر محاربة "الإسلام الراديكالي"، وذلك خلال نزوله ضيفا على "اير. ام. سي"، موضحا أن المجلس سيعمل بالتحاور مع الحكومة وكافة الأحزاب الفرنسية في هذا المجال، وهو ما يهدف إليه العنصريون أمثال ساركوزي ولوبان، الذين لطالما دعوا إلى ضرورة إيجاد إسلام يتوافق مع "علمانية" فرنسا، الذي يتلخص في التضييق على ممارسة المسلمين لشعائرهم الدينية أو بصورة أوضح "أن يصبح إيلام في القلب دون التطبيق علنا"، خصوصا بعد تنامي الإسلاموفوبيا في فرنسا منذ الهجمات الإرهابية الأخيرة على شارلي إيبدو. وقال كبيبش إن الفكر السلفي غير موجود في فرنسا، موضحا أن 2500 مسجد مرتبط بالمجلس، إلا أن هناك عددا من المساجد في فرنسا غير مراقبة من قبل المجلس، وتتواجد في بعض المناطق التي يشرف عليها بعض الشباب. وحسب وزارة الداخلية الفرنسية، فإنها تقدر ب 60 مسجدا، كما كشف عن مخطط جديد للمجلس يهدف إلى القضاء على الإسلام "الراديكالي" وتفصيل إسلام يتماشى مع المجتمع الفرنسي، حيث يتم إعادة تكوين الأئمة وإعطائهم مناهج جديدة يلتزمون بها، كما أكد أن مسلمي فرنسا يحترمون قوانينها، موضحا بأنهم لم يطالبوا يوما ب«وجبات حلال" في المطاعم المدرسية، كما أكد على ضرورة بناء مساجد تتلاءم مع البناء العمراني لفرنسا، "في إشارة إلى التخلي عن الصومعة"، وبأموال فرنسية. يذكر أن أنور كبيبش قد عين حديثا على رأس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية خلفا للجزائري دليل أبو بكر، الذي تعول عليه فرنسا لخلق إسلام جديد يتوافق مع علمانيتها وتقاليدها، ويعرف باختلاف رؤيته عن سابقه، خصوصا فيما يتعلق بالاستسلام لتعليمات الحكومة الفرنسية والعنصريين، حيث تربط كبيبش علاقات وطيدة مع شخصيات نافذة في فرنسا مما جعله يلقى الدعم الكبير للوصول إلى المنصب، كما أنه مهندس معماري، يحاول استغلال مهنته لتغيير شكل المساجد في فرنسا امتثالا لانتقادات لوبان ومؤيديها.