تحضر جبهة القوى الاشتراكية، وكما جرت العادة، لإحياء ذكرى انعقاد مؤتمر الصومام، والتي تتزامن مع 20 أوت من كل عام، واتخذ حزب الدا الحسين هذه السنة شعار الاحتفالية ب«الإجماع الوطني هو الحل" و«أولوية السياسي على العسكري". من المنتظر أن تنظم جبهة القوى الاشتراكية تجمعا شعبيا بقرية إيفري أوزلاڤن بولاية بجاية، يوم الخميس 20 أوت 2015 على الساعة العاشرة صباحا. ويعد هذا الإحياء بمثابة وقفة ترحم وإشادة خاصة من طرف أقدم حزب معارض بالشهداء وجميع أولئك الذين قدموا كل شيء وضحوا بكل شيء من أجل الاستقلال الوطني وبناء جمهورية ديمقراطية واجتماعية، ويعتبر الأفافاس أن هذه الوقفة تأتي لتأكيد التزامه بمبادئ نوفمبر ومؤتمر الصومام. ودخل حزب الدا الحسين منذ ما يقارب الأسبوع في سباق مع الزمن من أجل تجنيد المناضلين لإحياء ذكرى مؤتمر الصومام، وهو النشاط الذي يعتبر الأكبر بالنسبة للحزب هذه السنة، مع ما يحمله هذا التاريخ من رمزية في مخيال ومذكرة الجزائريين وتاريخهم، وترى قيادة "الأفافاس" أن الإجماع الذي حققه الجزائريون بمناسبة ثورة نوفمبر 1954 والذي تعزز حسبها بمؤتمر الصومام ونتائجه مكن من تحرير الجزائر، يجعل الإجماع الوطني الذي يبحث عنه الحزب في الوقت الراهن من خلال المبادرة التي أطلقها، هو السبيل الأمثل حسب قيادات الأفافاس لإنقاذ الجزائر من جملة المشاكل السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها. وسبق لجبهة القوى الاشتراكية أن نظمت منذ أسبوعين لقاءات ولائية وأيضا مجالس فدرالية. وأكدت قيادات من جبهة القوى الاشتراكية، أن الحزب يراهن على إجماع وطني تشارك فيه جميع الأطياف السياسية سواء تعلق الأمر بالتنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي أو غيرها، في إشارة واضحة لأحزاب الموالاة، مؤكدة أن الأفافاس لا يمانع الدخول مع أي طرف أراد هذا التوجه ومع أي مبادرة من أحزاب وشخصيات سياسية شريطة أن يكون ذلك في إطار التوافق الوطني. ومن المرتقب أن يجتمع المجلس الوطني لجبهة القوى الاشتراكية، بعد هذه الاحتفالية، ليدرس الحزب ما يراه مناسبا من خلال تحديد برنامج الحزب للأشهر القليلة القادمة، التي يبدو أنها تؤشر بخريف ساخن سياسيا. وبخصوص إمكانية انضمام حزب الدا الحسين لأي مبادرة سياسية موجودة في الساحة أو أن يعيد إطلاق مبادرته بشكل قوي من خلال عقد ندوة وطنية، في الوقت الذي يعتبر "الأفافاس" المبادرة التي أطلقها بمثابة الفرصة المهمة لجميع القوى السياسية الوطنية من أجل بناء إجماع وطني يلتف حوله الجميع "دون حساسيات ضيقة"، حيث إن الحزب يتطلع لأن تكون هذه المبادرات فرصة أمام هؤلاء لتجاوز هذه الحساسيات الضيقة.