وزارة الثقافة أعدت كل شيء لجنازة رسمية.. وعائلة العنقيس رفضتها في آخر لحظة مرة أخرى، ترفض عائلة فنان إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان فقيدها بمبنى قصر الثقافة "مفدي زكريا" في العاصمة.. فبعد سيناريو الفنانين امحمد بن قطاف وسيدعلي كويرات والمخرج عمار العسكري الذين رفضت عائلاتهم جنازة رسمية لأسباب تعلقت وقتها بما قيل إنه إهمال المسؤولين لهم وبعض الخلافات، هاهي أسرة فقيد أغنية الشعبي بوجمعة العنقيس ترفض جنازة رسمية لفقيدها وإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه كما جرت العادة. وما وقع هو أن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أمر بتهيئة المكان لوداع الفنان بوجمعة العنقيس وتم تبليغ وسائل الإعلام ورفقاء الراحل بذلك، لكن تفاجأ في اللحظات الأخيرة بقرار أسرة الفنان بدفنه مباشرة بمقبرة "القطار" بالعاصمة بعيدا عن الرسميات. وحسب مصادر مطلعة فإن هذا القرار لم يكن اعتباطا؛ ولكنه راجع لحالة التهميش والإقصاء التي عاشها الفنان قبل رحيله والتي لم تعكس بتاتا مكانته الفنية وإسهامه في رفع اسم أغنية "الشعبي" عاليا. وقال مصدر من وزارة الثقافة في حديث ل"البلاد" تعليقا على الأمر "فعلا.. أعددنا كل شيء لجنازة تليق بالفنان الراحل.. لكن أولاده رفضوا الأمر في آخر لحظة.. وهذا أمر خارج عن نطاقنا". وخيمت أجواء من التأثر على الوسط الفني إثر رحيل العنقيس، حيث أشاد رواد الفن الشعبي بخصال عميد الأغنية الشعبية بوجمعة العنقيس الذي وافته المنية يوم الأربعاء عن عمر يناهز ال88 سنة. وتأسف الفنان عبد الرحمن قبي لفقدان فنان متواضع بخصال إنسانية استثنائية والذي عمل كثيرا من أجل إثراء الأغنية الشعبية وضمان التواصل في الموسيقى الجزائرية". كما أشاد عبد القادر شاعو بالفنان الذي فتح مع الشاعر محبوب باتي الطريق للأغنية القصيرة ولجيل كامل من المغنين الكبار للأغنية الشعبية على غرار اعمر الزاهي والهاشمي قروابي. وقال عبد القادر بن دعماش رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب إن "الفنان سجل اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الأغنية الشعبية"، في حين تأسف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في برقية تعزية لفقدان "أحد أكبر الفنانين الجزائريين الذي أعطى الكثير للموسيقى الجزائرية وللأغنية الشعبية حيث برز بأدائه". من ناحية أخرى، كان الفنان بوجمعة العنقيس توفي ليلة الأربعاء الماضي عن عمر ناهز ال 88 عاما، وذلك بمستشفى عين النعجة بالعاصمة، واسمه الحقيقي محمد بوجمعة من مواليد 17 جوان 1927 بحي القصبة العتيق. واختار اسم "العنقيس" لأنه كان من عشاق "الكاردينال" امحمد العنقى، وصقل موهبته في الأغنية الشعبية على شيوخ سنوات الثلاثينات كالشيخ محمد قبايلي وشويطر وسعيد المداح ومصطفى الناضور. وفي سنة 1945 حقق حلمه بالالتحاق بفرقة الشيخين العنقى ومريزق. وبعد استرجاع الاستقلال كان اللقاء مع كاتب الكلمات محبوب باتي مفصليا في مشوار المرحوم، فاختار السير على درب الأغنية القصيرة غير المألوف في الفن الشعبي، ليأتي النجاح بعد ذلك بروائع كثيرة يرددها الكبار والصغار.