يلتحق ابتداء من هذا الأحد، أزيد من 8 ملايين و112 ألف تلميذ وتلميذة مسجلين في الأطوار التعليمية الثلاثة، بمقاعد الدراسة عبر كامل التراب الوطني، في موسم دراسي جديد لكن بمشاكل قديمة عجز الوزراء الذين تعاقبوا على تسيير القطاع خلال العشرية الأخيرة عن حلها، خاصة ما تعلق بالاكتظاظ، النقص في التأطير البيداغوجي والإداري ومشاكل الشركاء الاجتماعيين. وستواجه مصالح الوزيرة بن غبريت هذا الموسم الدراسي الجديد نفس الصعوبات والمشاكل التي واجهتها الموسم الفارط بالرغم من سعيها على قدم وساق لتحسين ظروف التمدرس من خلال الإجراءات الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ لأول مرة، وعلى رأسها تمديد التوقيت الدراسي وخلق طرق منهجية لمحاربة الفشل المدرسي الذي تسبب هذه السنة في رسوب أزيد من أربعة مائة ألف تلميذ في الباك، إلا أن مشاكل الاكتظاظ، النقص في التأطير، تأخر استلام المؤسسات التربوية ومشاكل النقابات لاتزال قائمة وستلاحق هذا الموسم الدراسي. وأوضح الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالنقابة الوطنية لعمال التربية "اس ان تي يو" قويدر يحياوي، في تصريح ل«البلاد"، أن أبرز المشاكل لتي ستعرقل الدخول المدرسي المقبل 2015 / 2016 النقص في التأطير، شغور المناصب البيداغوجية بسبب التقاعد وسوء التقديرات للمناصب الشاغرة وتأخر فتح المؤسسات الجديدة. وأشار المتحدث إلى أن أكثر من 7 آلاف معلم وأستاذ نجحوا في مسابقات الإدارة والتفتيش وتم تكليفهم بصفة رسمية في الابتدائيات والمتوسطات والثانويات إداريا وتم ترك مناصبهم البيداغوجية كأساتذة ومعلمين شاغرة، مما أجبر الوزيرة على حل المشكل ولو جزئيا بالاستخلاف في هذه المناصب والتعاقد فيها، مما قد يسبب مشاكل في المستقبل القريب ويعيد القطاع إلى سيناريو ما قبل سنة 2012 بالاعتصامات والاحتجاجات للمتعاقدين أمام وزارة التربية الوطنية في المرادية للمطالبة بإدماجهم في مناصبهم بصفة دائمة، إلى جانب مشكل النقص الفادح في عدد العمال المهنيين، حيث يعاني مدراء المؤسسات التربوية كل دخول مدرسي من مشكل توفر العمال المهنيين بسبب غياب التوظيف بصفة كافية في هذه الأسلاك والرتب مما جعل أغلب المؤسسات تعاني من قلة النظافة وحتى الصيانة. مشكل الاكتظاظ الناتج عن عدم فتح العدد الكافي من المناصب المالية خلال المسابقة الماضية للتوظيف الخارجي بدوره سيؤرق الدخول المدرسي، حيث سيكون معدل عدد التلاميذ نفسه المسجل السنة الماضية، إذ سيصل في بعض المناطق إلى أكثر من 50 تلميذا في القسم مما سيصعب من عملية التدريس والاستيعاب لدى التلاميذ، كما أشار المتحدث إلى أن 50 بالمائة من المؤسسات التربوية الجديدة لا تزال إما ورشات مفتوحة لم تكتمل بها البناءات أو هي جاهزة كهيكل لكنها تفتقر لربطها بالكهرباء والماء وتفتقر للتجهيزات الكافية والعمال المهنيين المؤهلين، إلى جانب استحالة فتح المطاعم المدرسية خلال اليوم الأول من الدخول المدرسي، خاصة أن تسييرها مرتبط بالسلطات المحلية. وأكد المتحدث أن الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة التربية فشلوا جميعهم في إنهاء هذه المشاكل المتكررة خلال كل سنة التي سيتم مواجهتها أيضا هذا الموسم الدراسي، علما أنه لا يمكن ربط هذا الفشل بوزيرة التربية الوطنية فقط بل مرتبط بمجموعة من الوزارء الذين يشتركون في التحضير للدخول المدرسي كالسكن والداخلية والجماعات المحلية. ويقدر عدد التلاميذ الذين سيلتحقون بالطور الابتدائي ب4 ملايين و100 ألف تلميذ وحوالي مليونين و600 ألف تلميذ في الطور المتوسط، وأكثر من مليون و300 ألف تلميذ في الطور الثانوي. أما الهياكل التربوية، بلغت 25.946 مؤسسة تربوية، منها 18.350 مدرسة ابتدائية و5.346 متوسطة و2.250 ثانوية، يضاف لها هياكل الدعم ب14.160 مطعما و1322 وحدة كشف للصحة المدرسية، أما المؤسسات المدرسية الجديدة التي استلمها قطاع التربية تحسبا لهذا الدخول فيقدر عددها ب25640 من بينها 254 مدرسة ابتدائية و99 متوسطة و109 ثانوية، مضيفا أنه تم رصد غلاف مالي بقيمة 9 ملايير دينارللمنحة المدرسية المقدّرة ب3 آلاف دينار، على أن يستفيد منها 3 ملايين تلميذ، فيما سيستفيد 4.298.895 تلميذ من مجانية الكتب. من جهة أخرى، تسعى وزارة التربية الوطنية للقضاء كلّيا على نظام العمل بالدوامين، الذي اعتمدته سابقا بالمدارس التي تشهد اكتظاظا، لاسيما بالطور الابتدائي. بن غبريت تعطي إشارة انطلاق الموسم الدراسي من سكيكدة وتلتزم بضمان 32 أسبوع دراسة فعلية من جهتها، أكدت وزيرة التربية نورية بن غبريت، التي ستعطي إشارة انطلاق الموسم الدراسي من ولاية سكيكدة، أن اليوم الأول من الدخول المدرسي سيكون أيضا يوما دراسيا فعلا، حيث سيلقي الأساتذة درسهم الأول ابتداء من يوم هذا الأحد 06 سبتمبر اليوم الأول من بداية السنة الدراسية 2015/ 2016. وقالت وزيرة التربية في تصريحات إعلامية إن الوزارة كانت قد باشرت التحضيرات للدخول منذ شهر جويلية، حيث الهدف الأسمى هو أن يتلقى التلاميذ دروسهم في 32 أسبوعا، إضافة إلى 4 أسابيع للتقييم، كما أشارت إلى أن الدخول المدرسي سيتميز بعدة إجراءات جديدة ستدخل حيز التطبيق أهمها ملاءمة التوقيت الدراسي، رقمنة القطاع، إنشاء مدرسة المفتشين، منهجية جديدة لمحاربة الفشل المدرسي ومعالجة أسبابه. كما سيتم خلال السنة الدراسية الجديدة توسيع التعليم التحضيري، توسيع تدريس اللغة الأمازيغية وتعميم إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ على مستوى جميع المؤسسات التربوية. وسيتم أيضا خلال السنة الدراسية الجديدة تعزيز الحوار مع الشركاء الاجتماعيين وتدريس اللغات الأساسية على مستوى المدارس الابتدائية وتدريس اللغات الأجنبية، خصوصا في الجنوب. من جهة أخرى، أكدت نورية بن غبريت أن الكتاب المدرسي الجديد هو الخاص بتدريس الإعلام الآلي، أما باقي المواد فستحتفظ بنفس الكتب. وأشارت في هذا الصدد إلى وجود تعليمة قد أرسلت إلى مختلف الثانويات عبر الوطن. وفيما يخص تدريس اللغة العربية للسنة الأولى والثانية ابتدائي، جددت وزيرة التربية تأكيدها أن لغة التدريس هي اللغة العربية الفصحى وأن الأمر بيداغوجي بحت يتعلق بالاعتماد على الرأسمال اللغوي للتلميذ لتلقينه اللغة العربية.