حزب ألماني يدعو لإغلاق الأبواب بوجه اللاجئين أكد وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل قدرة بلاده على استقبال نصف مليون لاجئ سنويا على المدى المتوسط، وذلك وسط ترحيب بمبادرات دول أوروبية تجاه اللاجئين الذين دخل مئات منهم إلى المجر قادمين من صربيا رغم الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود، فيما يتجمع عشرات الآلاف منهم بجزر يونانية. وقال سيغمار غابرييل -وهو أيضا نائب المستشارة أنجيلا ميركل- "أعتقد أننا نستطيع بالتأكيد التعامل مع رقم يناهز نصف مليون لاجئ سنويا خلال عدة سنوات وربما حتى أكثر من ذلك". وأكد "ضرورة تغيير السياسة الأوروبية" للتوصل إلى سياسة منسقة للتعامل مع أزمة الهجرة إلى القارة، واعتبر أن ألمانيا تستطيع الاستمرار في استقبال أعداد من اللاجئين تفوق ما يستضيفه شركاؤها "لأننا بلد قوي اقتصاديا". ومن جهتها قالت هانيلور كرافت رئيسة وزراء ولاية نورد راين فستفاليا -أكبر ولايات ألمانيا- اليوم، إن أكثر من ثمانمئة ألف لاجئ سيصلون إلى ألمانيا هذا العام. ورحبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الاثنين بقرار فرنسا استقبال 24 ألف لاجئ، ودعت كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى التحرك بالشجاعة نفسها في مواجهة أزمة المهاجرين. وأعلنت بريطانيا استعدادها لاستقبال عشرين ألف سوري خلال خمس سنوات، كما يجري مجلس العموم اليوم، نقاشا عاجلا بشأن أزمة اللاجئين بطلب من أبرز أحزاب المعارضة، في إجراء نادرا ما يتم اللجوء إليه. وقدرت ألمانيا عدد الوافدين الجدد إليها من اللاجئين فقط بعشرة آلاف على الأقل، كما تتوقع النمسا وصول الآلاف. كما ضبطت الشرطة النمساوية سيارة لمهرب صربي وعلى متنها 17 لاجئا في قرية "جاغتن دوغف" قرب الحدود مع المجر، وألقت القبض على السائق الذي حاول إخفاء اللاجئين. ووصل اليوم، مئات اللاجئين إلى المجر قادمين من صربيا رغم الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود، ووقعت مشادات بين اللاجئين والشرطة التي حاولت التصدي لهم. وأقامت الشرطة حاجزا لمنع اللاجئين من التحرك حتى وصولِ الحافلات لنقلهم إلى مراكز تجميع، إلا أن بعضهم نجح في اختراق الحاجز وتوجهوا إلى العاصمة بودابست. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن ثلاثين ألف لاجئ يوجدون حاليا في الجزر اليونانية، بينهم عشرون ألفا في جزيرة ليسبوس وحدها. من ناحية أخرى، هاجم حزب يميني ألماني الموافقة على عدم إعادة اللاجئين السوريين لأول دولة أوروبية وصلوا إليها، ودعا الحزب حكومة المستشارة أنجيلا ميركل لإغلاق الحدود بوجه اللاجئين القادمين إليها وتعديل الدستور الألماني لمنع تقديم أي طلبات لجوء داخل البلاد. وحذر حزب "بديل لألمانيا" من وصول "متطرفين" وتصدير مشكلات الشرق الأوسط لألمانيا نتيجة استقبالها اللاجئين السوريين. وفي الأثناء، دعا مدافعو ومدافعات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي والدول العربية لتحمل مسؤولياتهم تجاه اللاجئين السوريين. وقالت العريضة التي تتوالى عليها طلبات التوقيع "نحن مجموعة من النشطاء العاملين والعاملات في مجال حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والموقعين أدناه. ومن المؤمنين بمرجعية القانون الدولي لحقوق الإنسان والمعاهدات والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، والتي نسعى من خلالها إلى نشر وتعزيز قيم ومبادئ ومعايير حقوق الإنسان والدفاع عنها في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وكل دول العالم. ومن باب المسؤولية الحقوقية، نتابع بقلق بالغ أزمة اللجوء التي تشهدها أوروبا، وأنباء مصرع مئات من اللاجئين السوريين خلال رحلة سفرهم إلى دول الاتحاد الأوربي غرقاً أو خنقاً".