فيما تتوقع "أوبك" إستقرار أسواق النفط مع قدوم العام 2016، تزامنا مع زيادة في الطلب العالمي على الخام، تتشاءم "غولدمان ساكس" التي لم تستبعد إنخفاض الأسعار إلى مستويات قياسية في 2016 في تنبؤاتها. وقال أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" عبدالله البدري خلال مؤتمر للنفط والغاز في مدينة الكويت يوم أمس الأحد ، أن المنظمة واثقة من أن سوق النفط ستكون أكثر توازنا في سنة 2016، مع تراجع إنتاج دول غير أوبك" وإرتفاع الطلب العالمي. غير أن البدري أقر بأن السوق لا تزال تشهد طفرة في العرض، مؤكدا أن الإستقرار مهم لسوق النفط التي تمر بأوقات تشهد تحديات كبيرة. وأضاف أمين عام "أوبك" أن معطيات السوق الأساسية لا تدعم الإنخفاض الكبير في الأسعار التي تراجعت بنحو 60% منذ منتصف 2014، متوقعا أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى 110 ملايين برميل يوميا بحلول 2040، من 93 مليون برميل حاليا. وأشار البدري إلى أن هذا الإرتفاع يتطلب استثمارات بقيمة 10 تريليونات دولار من الآن حتى عام 2040. بدوره، لفت وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة الذي يشغل أيضا منصب القائم بأعمال منظمة "أوبك" إلى أن أسعار النفط بلغت حدها الأدنى من الإنخفاض، وأنه يرى إشارات على انتعاش الأسعار في 2016، متوقعا أن يصل معدل نمو المعروض إلى صفر أو أقل من ذلك العام القادم. لتتعارض هذه التصريحات مع توقعات سابقة لمصرف الإستثمار "غولدمان ساكس" أشار فيها إلى إنخفاض أسعار النفط إلى مستوى 20 دولارا للبرميل العام القادم، وذلك بسبب تخمة معروض الخام في الأسواق العالمية، ومخاوف بشأن متانة الإقتصاد الصيني أكبر ثاني اقتصاد في العالم. لينضم بذلك "غولدمان ساكس" إلى قائمة طويلة من المصارف التي خفضت توقعاتها لأسعار النفط، إذ قلص توقعاته لسعر خام القياس العالمي مزيج "برنت" في 2015 إلى 53.70 دولار للبرميل من 58.20 دولار، وقال إنه يتوقع وصوله في 2016 إلى 49.50 دولار للبرميل انخفاضا من 62 دولارا في تقديراته السابقة، ولم يستبعد أن يصل سعر برميل النفط إلى 20 دولارا للبرميل مع استمرار زيادة المخزونات النفطية. وفي وقت تشهد فيه أسواق النفط انتعاشا فإن خبراء "غولدمان ساكس" ما زالوا يتوقعون هبوط أسعار النفط، حيث من الصعب التكهن بأداء أسواق النفط في ظل الظروف الاقتصادية المحيطة بالإقتصاد العالمي. يجدر بالذكر أن أسعار النفط ارتفعت بشكل ملحوظ بعد قيام "غولدمان ساكس" بنشر توقعاتها في أواخر شهر أوت الماضي.