يبدو أن الأيام الصعبة ستستمر على البلدان والشعوب التي يقوم دخلها على الجباية النفطية، على الأقل خلال السداسي الأول من العام الجاري، هذا ما أشار إليه تقرير صادر عن "غولدمان ساكس" الأمريكي، المختص في شؤون الاستثمار، صدر أمس الإثنين. التقرير قدم توقعات مفصلة عن حركة أسعار النفط خلال العام الجاري، الذي لم ينقض منه سوى اقل من شهر، وأوضح بأن المخاوف ستتعاظم خلال النصف الأول من العام الجاري بوصول سعر البرميل الواحد، إلى نحو أربعين دولارا، قبل أن تبدأ هذه المخاوف في التبدد مع بداية السداسي الثاني، ليصل في نهاية العام على نحو سبعين دولارا. "غولدمان ساكس" توقع أن ينخفض سعر البرميل إلى حدود ال 41 دولارا في بورصة نيو يورك، و42 دولارا في بورصة لندن، التي تعتبر مرجع نفط "صحاري بلند"، الذي يعرف به نفط الجزائر، مقابل نحو 84 دولارا للبرميل في الفترة ذاتها من العام المنصرم، ما يعني أنها تراجعت بأكثر من خمسين بالمائة. وفي تحليله لواقع الأسعار، يرى بنك غولدمان، المعروف بتقديمه الاستشارات المالية للمؤسسات الاقتصادية والحكومات ، أن سعر برميل النفط تم التخطيط له حتى ينخفض تحت عتبة ال 40 دولارا، في غضون الأشهر الستة المقبلة، والغاية من وراء ذلك، هو ضرب جدوى الغاز الصخري، الذي يشهد ازدهارا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن ثم جلب الاستقرار لأسعار النفط في العالم، سيما في ظل رفض منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبيك"ّ خفض تصديرها، من أجل امتصاص المليوني برميل التوي تدفع يوميا في السوق خارج الإطار المتفق عليه في المنظمة. ومن حسن حظ الدول المصدرة للنفط، ولا سيما المتضررة منها من تراجع الأسعار، هو أن الأسعار ستعاود الارتفاع بداية من النصف الثاني من العام الجاري، ليستقر سعر البرميل من النفط، عند سبعين دولارا، وهو رقم أقل بنحو عشرين دولارا من الفترة نفسها من العام الماضي، عندما كانت في حدود التسعين دولارا للبرميل. وتزامن تقرير غولدمان ساكس مع استمرار انهيار أسعار البترول في الأسواق العالمية، حيث تراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت ليصل إلى 48.83 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ مارس عام 2009، فيما تراجع سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى 47.28 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ فيفري 2009.