انطلقت خلال هذه الأيام، عبر العديد من البلديات بولاية تيزي وزو، حملة جني الزيتون. وحسب مصادرنا الخاصة، فإن مديرية المصالح الفلاحية التابعة للولاية تترقب أن يبلغ موسم هذه السنة إنتاج الزيتون 450 ألف قنطار من الزيتون من مساحة منتجة قدرها 29405 هكتارا من أصل 35176 هكتارا من المساحة الكلية التي تحويها الولاية والتي يتباين إنتاجها من سنة لأخرى، ومن المرتقب أن يصل منتوج زيت الزيتون لهذا الموسم إلى 8 ملايين لترا بمتوسط إنتاجي يصل 19 لترا في القنطار. وتشير المعطيات المستقاة إلى أن موسم الزيتون لهذه السنة سيفوق كل توقعات المديرية وسيعرف زيادة ووفرة الإنتاج مقارنة بالسنة الماضية مما يبشر بالخير وتحقيق وفرة في الإنتاج. كما عرفت مختلف المناطق الجبلية والريفية لولاية تيزي وزو انطلاق عملية جني الزيتون، حيث بادرت لجان القرى والأرياف التي تضمها الولاية في إعطاء إشارة لانطلاق موسم الجني لتلجأ العائلات القبائلية إلى تنظيم "الثويزة" التي تعد من أهم رموز المنطقة، حيث تجمع شمل العائلات القبائلية التي تجعل منه عملا حلوا لديه نكهته الخاصة وذلك من خلال الوحدة والتضامن الذي يتسم به هذا النشاط، حيث تعمل العائلات المتعارفة فيما بينها كالجيران والأقارب على الاجتماع والعمل بطريقة التناوب فكل يوم تقصد فيه حقلا من الحقول لجني الزيتون به، وهذه العملية يطلق عليها اسم ثويزة وهي طريقة تقوي الروابط الأخوية بين الناس وتربي فيهم نزعة التعاون ومديد المساعدة للغير عند الحاجة. ففي الصباح الباكر، تلتقي مجموعة من النسوة مرتديات اللباس التقليدي الجميل الذي يضفي جمالا وبهاء على المناظر الطبيعية التي تزخر بها المنطقة. كما تقوم النسوة بالإسراع خوفا من قدوم موجة أمطار تعمل على تأخير عملية الجني وتدفع بها إلى العودة صوب منازلهن مبللات، ليبدأ يوم جديد في اليوم الموالي في حقل آخر لعائلة أخرى وفي الجو ذاته وتحاول العائلات من خلال عملها إنهاء المهمة في آجال قصيرة وضمان عدم ضياعه وتعرض جزء منه للتخريب من طرف أسراب الطيور المهاجرة التي تصل إلى المنطقة في مثل هذه الأوقات من السنة، كما أنه من المرتقب أن يتم فتح عدة معصرة بين قديمة وجديدة جاهزة لعملية عصر الزيت منها معصرة أوتوماتيكية ونصف أوتوماتيكية، كما توجد عبر عدة مناطق بولاية تيزي وزو معاصر تقليدية التي تقاوم بضراوة من أجل البقاء والاستمرار، والمعاصر الحديثة لزيت الزيتون الذي يسميه سكان تيزى وزو "زيث اسردون" فإن محبي المعاصر التقليدية يفضلون هذا النوع على المعاصر الحديثة، لأن زيته يتميز بجودة عالية وطعمه مستساغ، مشيرا إلى أن المعاصر التقليدية التي تعتمد على طاقة الجمل لاستخراج الزيت، تشغل ما بين خمسة وسبعة عمال، في حين تشغل المعاصر الحديثة ما بين ثلاثة إلى أربعة عمال. من ناحية أخرى، وحسب تصريحات بعض أصحاب هذه المعاصر، فإن عملية استخراج زيت الزيتون تمر في عدة مراحل، وهي تبدأ عندما يأتي الزبون أو المزارع بأكياس مليئة بثمار الزيتون، يضعها العمال في إحدى زوايا المعصرة. وبعد تنقية الثمار وغسلها من الأوراق والشوائب، يصار إلى وضعها في مستوعب الرحى الأسطوانية التي تدور، فتطحن حبات الزيتون مع حركة دوران الحصان المعصوب العينين. إلى ذلك، وبعد ساعات من طحن الثمار نتيجة ثقل الحجر الكبير الأسطواني، يوضع العجين المستخلص في أطباق دائرية مصنوعة من نبات الدوم أو من جريد الحصان، ويجري رص الأطباق بعضها فوق بعض أفقيا، أي بما يسمى "ثسنثين" ومن ثم يشد العمال الضاغط الزيار حتى خروج الزيت من الأطباق ليمر عبر قناة إلى الحوض. أما في ما يخص بقايا ثمار الزيتون التي يطلق عليها أصحاب المعاصر "امقروش" باللغة الأجنبية "لقرنيو" وهي تميل إلى اللون البني، فتستعمل علفا للحيوانات وكذلك وقودا في مواقد النار، كما يتم استخدامها في صناعة الصابون. كما تجدر إليه الإشارة فإن شجرة الزيتون تعتبر بالنسبة لسكان منطقة القبائل مصدر عيش ورزق للعديد من العائلات.