أجمع كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية عى أن موقف الجزائر ثابت من قضية الصحراء الغربية التي وصفها أحمد أويحيى الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي بالقضية العادلة وقال إن "موقف التجمع الوطني الديمقراطي من موقف الدولة الجزائرية، التي تساند القضية الصحراوية، من مبدأين: الأول احترام حق كل الشعوب في تقرير المصير، بالإضافة إلى عدم قبول تحويل الحدود بالقوة، الذي قام به المغرب"، فاتحا النار على الجارة الغربية للجزائر بالقول أنها "تحاول تحويل المعطيات، من خلال التهجم على الجزائر في كل مناسبة، ومن غير مناسبة". وجاءت تصريحات الرجل الذي يوصف بالرجل القوي تارة وعراب السلطة تارة أخرى بعدما نزل ضيفا على قناة دزاير نيوز ليلة أمس. وفهم من تصريحات وزير الدولة مدير ديوان الرئيس بأنها رد مباشر وصريح على تلميحات وإيحاءات أمين عام الأفلان عمار سعداني بخصوص هذه القضية التي أخذت أبعادا أخرى بعدما قال إن لديه ما يقوله في هذا الملف لكن في مناسبات أخرى، مضيفا أن قضية الصحراء ليست قضية الجزائر فقط بل قضية الأممالمتحدة وفسر كلام سعداني من طرف المتابعين للقضية على أن الرجل يلمح إلى تخلي الجزائر عن موقفها التقليدي الداعم للصحراويين في قضية تقرير المصير مما جعل الإعلام المغربي يحتفي كثيرا وطيلة أيام بما قاله رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق والرجل الثاني في حزب الأغلبية. وتأتي توضيحات وتأكيدات أمين عام ثاني تشكيلة سياسية في البلاد والذي يرتدي في الوقت نفسه قبعة مدير ديوان الرئيس بخصوص موقف الجزائر الثابت من قضية الصحراء ليقطع الشك باليقين بخصوص هذه المسألة وهو ما ذهب إليه وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، مباشرة بعد تصريحات سعداني بعدما نفى أن تكون الجزائر غيرت موقفها الثابت من القضية الصحراوية، مؤكدا أن "موقف الجزائر لم يتغير منذ أن سُجلت قضية الصحراء الغربية عام 1963، لدى الأممالمتحدة، ضمن قائمة الدول غير المستقلة". وأردف مساهل أن "موقف الجزائر هو موقف الأممالمتحدة، لأن كل اللوائح الأممية منذ عام 1963 تقول إن الحل هو تقرير مصير الشعب الصحراوي عبر استفتاء حر ونزيه". وما يزيد من صعوبة موقف سعداني أن مساهل هو أحد وزراء العتيد كما يعتبر أحد ركائز الرئيس في السياسية الخارجية وكلامه يعتبر موقفا رسميا لرئيس الجمهورية وللدولة الجزائرية في آن واحد. ولم تنته ردود فعل كبار القوم عند الأمين العام بالنيابة ومدير ديوان الرئيس وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية بخصوص دعم قضية الصحراء الغربية كون الشخصيتين تحدثا بلسان الدولة الممثلة في موقف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيس حزب الأفلان، وهو ما يفسر برأي المتابعين الموقف الجريء والصريح الذي أبان عنه الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين وعضو المكتب السياسي محمد عليوي بعدما قال إن مسألة الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار وقضية مبدأ وهي لا تناقش مطالبا سعداني إن كانت لديه معلومات بخصوص هذا الموضوع أن يمنحها لهم، ما فسر على أن كلام عليوي يتماشى مع موقف الرجل الأول في حزب الجبهة الرئيس بوتفليقة، فيما لايزال موقف الرجل الثاني "سعداني" غامضا وغير واضح بعدما أجل الكشف عنه إلى مناسبات أخرى.