كشفت خلية الاتصال بأمن ولاية الجزائر، عن حصيلة المواجهات العنيفة التي وقعت أول أمس الثلاثاء، بين شبان حي ديار العافية بأعالي القبة وعناصر الأمن، حيث أسفرت عن إصابة 23 شرطيا من عناصر مكافحة الشغب وأفراد الشرطة القضائية، بينهم اثنان في حالة خطيرة تم إجلاؤهما مباشرة من موقع المواجهة إلى مستشفى ليغليسين بالعاصمة . وأفادت الخلية في اتصال مع ''البلاد''، أن تدخل مصالح الأمن جاء بناء على تسخيرة تتضمن تهديم بيوت قصديرية بحي ديار العافية التابع لبلدية القبة، وخلال تنفيذ المهمة تعرض عناصر الأمن للرشق بالحجارة وغلق الطريق بالمتاريس من قبل شبان الحي. وأكد المصدر ذاته، أن مصالح الأمن أوقفت عشرة شبان ممن تسببوا في خلق الفوضى وممارسة أعمال العنف التي خلّفت أضرارا مادية في ممتلكات الدولة والمواطنين على حد سواء، مشيرا إلى أن من بين الموقوفين أربعة شبان قصر من المرتقب أن يمثلوا أمام قاضي التحقيق لدى محكمة حسين داي اليوم. وشهد حي ديار العافية بأعالي القبة، أمس، هدوءا نسبيا وسط ترقب لما ستسفر عنه جلسة محاكمة الشبان الموقوفين من قبل مصالح الأمن اليوم أو غدا. ووقفت ''البلاد'' أمس على واقع معاناة العائلات التي تعرضت بيوتها الفوضوية للهدم من قبل القوة العمومية. عائلة ''قوجيل العربي''، إحدى تلك العائلات التي تعرض بيتها القصديري للهدم، روت لنا شرارة انطلاق المواجهات حين حضرت القوة العمومية في ساعة مبكرة من يوم الثلاثاء، من أجل تهديم بيتها الذي يتشكل أصلا من غرفة واحدة وطلب من أفراد عائلته وهم ثلاث بنات وابن إخلاء الغرفة قصد تهديمها، لكن بنات ''السي العربي'' رفضن الخروج من المنزل رفقة والدتهم، في ظل غياب الوالد الذي كان في العمل بولاية بومرداس. وقالت ابنة ''السي اللعربي'' الذي يشتغل كحارس في إحدى المؤسسات الخاصة، إن مصالح الأمن دخلت البيت عنوة وقام عناصرها بإخراج أثاث البيت لمباشرة هدمه، الأمر الذي أثار حفيظة ابن خالة العائلة ''عقاب موسى''، 12 سنة ودفعه إلى التدخل لصد عناصر الأمن المكلفة بتنفيذ قرار الهدم، بعد أن أغمي على خالته ودخل في مواجهات عنيفة معهم. وحسب راوية شبان الحي، فإن عددا من عناصر الأمن أبرحوه ضربا وقادوه نحو قسم الشرطة بالمنطقة، الأمر الذي لم يهضمه الشباب، الذين شرعوا بدورهم في رشق عناصر الأمن بالحجارة وقاموا بإضرام النار في عجلات السيارات، لتندلع معها مواجهات عنيفة بين الجانبين أدت إلى إصابة أعوان أمن ومدنيين. وأكدت عائلة قوجيل، أنها العائلة الوحيدة المتضررة من قرار الهدم الذي لم يؤخذ بإخطار مسبق. وأشارت العائلة أن رئيسة بلدية القبة السيدة بوناب سعاد كانت قبل عامين قد سمحت للعائلة ببناء المنزل بعد قرار العدالة طردهم من المسكن العائلي، بسبب خلافات عائلية. وقالت الوالدة التي بدت متحسرة على الوضع الذي آلت إليه أسرتها ''ألسنا جزائريين لماذا لا يحق لنا الحصول على منزل يحفظ لنا كرامتنا''، وهو السؤال الذي يبقى ينتظر ردا من المسؤولين على هذا البلد.