خلفت الاشتباكات التي اندلعت بين عناصر قوات مكافحة الشغب من جهة وسكان ديار الشمس ببلدية المدنية بالعاصمة والتي تواصلت إلى ساعة متأخرة من نهار أمس، حصيلة أولية ثقيلة، تمثلت في عشرات الإصابات بين قوات مكافحة الشغب، إضافة إلى توقيف أكثر 6 أشخاص من المحتجين، فيما تواصلت حالة الاستنفار القصوى وغلق تام للمنافذ المؤدية إلى المنطقة مع فرض طوق أمني شديد وتحليق للطائرات العمودية التابعة للشرطة، رغم تراجع نسبي مؤقت لقوات الأمن في انتظار قدوم تعزيزات أمنية··· وقد قامت مصالح الأمن في ذات السياق بفرض مراقبة مستمرة وعلى مدار الساعة، خاصة عن طريق الكاميرات التي تحملها الطائرات العمودية، محاولة بذلك تسليط الضوء والقبض على جميع المحتجين الذين دفعوا بقوات الأمن إلى التراجع، رغم المحاولات العديدة لاختراق صفوفهم واعتقالهم، غير أن عملية الاقتحام أسفرت عن العديد من الإصابات تباينت درجة خطورتها من فرد لآخر، حيث تم إسعاف أزيد من عشرة أفراد من قوات مكافحة الشغب ونقلهم إلى المستشفى بحكم الحالات الخطيرة وإصاباتهم المباشرة على مستوى الرأس، نتيجة المقذوفات التي كانت تلقى من طرف السكان ومن كل مكان· وما عقد من مهمة مصالح قوات مكافحة الشغب، الموقع الذي كان يتحصن به المحتجون ومنهم من توجه حتى إلى أعالي العمارات لضمان تغطية شاملة لزملائهم، الذين تمكنوا من إجبار مدرعات الأمن على التراجع أمام وابل من المقذوفات التي تنوعت بين الحجارة والقارورات الزجاجية مخلفة بذلك إصابات خطيرة بين صفوف الأمن· من جهة أخرى، لم يتمكن عناصر الأمن حتى أولائك الذين هم بالزي المدني من اقتحام المنطقة واعتقال المشاغبين، كما قام القائمون على العملية الأمنية بفرض منع تام لاستعمال القنابل المسيلة للدموع بسبب القرب الشديد لسكنات المواطنين من تجمع المشاغبين مما أجبر عناصر الأمن على الرد بالحجارة· ومحاولة للحد من التوتر والسيطرة على الوضع في انتظار انسحاب المحتجين من أماكنهم، قامت قوات الأمن التي كانت متواجدة على محورين أساسيين للخندق الذي كان يرابط به سكان الحي، بالتراجع نحو الخلف، وهو ما لم يحدث· وحسب مصادر مقربة من سكان ديار الشمس، صرح هؤلاء ل''الجزائر نيوز''، أن الخلفيات التي أدت إلى انفجار الوضع، هو كيفية توزيع حصة 60 مسكنا اجتماعيا على بعض سكان الحي، وما زاد الطين بلة هو احتلال السكنات القديمة من طرف أشخاص لا علاقة لهم بالحي، إضافة إلى تأكيد بعضهم أنه يوجد ضمن القاطنين الجدد عازبات، وهو الأمر الذي أثار حفيظة قاطني ديار الشمس ودفعهم إلى احتجاجات ضخمة، خاصة بعد انسداد الحوار مع كل من رئيس بلدية المدنية ورئيس المقاطعة الإدارية لسيدي امحمد· وسبق لسكان الحي أن طالبوا بتوزيع عادل وشفاف لتلك السكنات، خاصة تلك التي تم إخلاؤها والمكونة من غرفة لصالح العائلات التي تعاني من ظروف سكن كارثية·