نظم مركز ''أمل الأمة'' للدراسات الإستراتيجية مساء أول أمس ب''دار الشعب'' في العاصمة، ندوة علمية تحت عنوان ''قراءة في الأزمة المالية العالمية من خلال فكر مالك بن نبي''، وذلك بمناسبة الذكرى ال37 لرحيله. وقدم المشاركون في مداخلاتهم قراءة في الأزمة المالية العالمية من خلال فكر مالك بن نبي، مع تسليط الضوء على الجزائر التي أنجبت هذا المفكر لكنها، حسبهم. لم تطبق فكره ما كلفها غاليا من الناحية الاقتصادية، ففي حين ظل مالك بن نبي ينادي بضرورة تبني نظام الاقتصاد الإسلامي الذي يدعو إليه حاليا قادة الدول ال 20 بعدما نشبت ''حرب العملات ومزاعم السيادة'' بين تلك الدول، تدفع في مقابلها الدول الناشئة الثمن غاليا على غرار الجزائر بعد تبنيها نظام الرأسمالية المعتمد على الدولار، خصوصا أن الصادرات تمر عبر قطاع النفط والمحروقات، حيث بقي الدولار أساس هذا النشاط. وبعد دخول عملة الأورو معترك التجارة الخارجية، تكبدت البلاد خسائر بالملايير من الرأسمالية جراء التلاعب بالأرباح وتهريب العملة الصعبة إلى الخارج، إلى جانب تخريب الاقتصاد المحلي، وعدم التمكن من تحقيق مؤشرات نمو إيجابية في ظل فقدان التوازن خارج المحروقات. وفي السياق ذاته، أبرز المتدخلون في الندوة أن مالك بن نبي يعتمد على ''الفكرة'' لإنجاز أي مشروع أو تطبيق أي خطة إستراتيجية، مع دراسة جوانب التعامل مع الأجانب والحذر من التلاعب بمستقبل أي استثمار أجنبي، وهو ما يحصل محليا لغياب ''جوهر الفكرة'' واعتماد الاستشارات الدولية لبناء الاقتصاد الوطني، رغم أن بن نبي أشار منذ القرن الماضي إلى ضرورة بعث ''القوة الداخلية''، مثلما يحدث في الصين التي تنبأ بتحقيقها لنمو اقتصادي عال، وتوقع أن يحدث شرخ بين الدول الصناعية الكبرى لنشوب ''حرب العملات''، إذ تهدد الصين والهند حاليا كل الدول الصناعية، ببناء قاعدة متفوقة وفق تسيير حديث عبر ''الإنترنت'' بإمكانه إسقاط النظام الرأسمالي الذي يعيش بدوره آخر أيامه، وذلك بما أن اجتماع قادة الدول ال20 في قمة ''سيول'' بكوريا الجنوبية مؤخرا، أسفر على ضرورة تبني نظام مصرفي واقتصادي مغاير، وهناك تلميح إلى تطبيق النظام الإسلامي، لكن بصيغ أوروبية وأمريكية، يهيمن على الدول الناشئة، منها الجزائر، وتدفع لقاء تطبيقه الثمن غاليا، لأنها لم تصدره وتستقبل التفكير من الخارج. وخلص المشاركون إلى أن الجزائر ''فقدت مفكرا وفقدت معه تفكيرا اقتصاديا كان سيستقر بها في بر الأمان ضمن السوق الدولة وتغيراتها''.