لم تنزل سنة 2015، بردا وسلاما، على الرياضة في الجزائر، التي شهدت كعادتها العديد من النكسات والفضائح في كرة القدم أو حتى في الرياضات الجماعية والفردية التي عرفت تراجعا كبيرا في نفس السنة وتفشي ظاهرة "المنشطات" في كرة القدم بعدما كانت مقتصرة على ألعاب القوى ورياضات أخرى، كما أن فشل الجزائر في احتضان أكبر محفل كروي في القارة السمراء كان نكسة حقيقية يندى لها جبين المشرفين والمسؤولين الجزائريين قاطبة، ولم تحمل سنة 2015 أخبارا شافية بالنسبة للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي عجز عن تحقيق ثاني تاج قاري له في دورة غينيا الاستوائية، وهو الأمر الذي تعداه أيضا لكرة اليد التي سجلت أسوأ مشاركة لها في الكؤوس العالمية بعد حلولها في المرتبة الأخيرة، كما عجزت الجزائر عن احتضان أمم إفريقيا لكرة القدم لسنة 2017 التي ذهبت للغابون، لكن مقابل ذلك كان أبرز إنجاز للرياضة الجزائرية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص وصول المنتخب الأولمبي لكرة القدم للألعاب الأولمبية بعد غياب دام 35 سنة كاملة وجاء الإنجاز بلاعبين محليين ينشطون في البطولة المحلية، كما كان الخبر السعيد بحصول عاصمة الغرب الجزائريوهران على شرف تنظيم الألعاب المتوسطية. ولم تخلُ سنة 2015 من رحيل بعض الشخصيات والوجوه الرياضية التي تركت بصمة في الحركة الرياضية الجزائرية بشكل عام. الجزائر تخسر معركة احتضان أمم إفريقيا 2017 وأبرز خيبات الرياضة الجزائرية في سنة 2015، يبقى فشل الدولة الجزائرية في احتضان كأس أمم إفريقيا المقررة سنة 2017، حيث ذهبت أصوات الأفارقة لصالح الغابون في فضيحة مدوية عكست التخبط الكبير المتواجد على مستوى هرم الدولة الجزائرية ومسؤوليها الذين تغنوا كثيرا بملف الجزائر قبل الإعلان الرسمي، حيث ذهب الكثيرون للتهليل لفوز الجزائر بشرف في هذا المحفل قبل أن يصطدموا بالواقع المر، الذي تبخرت معه طموحات الجزائر في تنظيم الكان للمرة الثانية، مع العلم أن الجزائر نظمت كأس إفريقيا مرة واحدة سنة 1990، حيث كان التتويج الوحيد للخضر. فوز الغابون بحق التنظيم يفتح باب التأويل واسعا، أمام فرضية الكولسة، وتوجيه التوصيات لصالح الغابون، لعدة أسباب ومصالح شخصية لرئيس الكاف حياتو ومقربيه، وهو الأمر الذي تطرق له رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف منذ أشهر قبل الإفصاح عن البلد الفائز، حيث قال صراحة إن الجزائر لن تحتضن الكان القادم، وإن الغابون هي من ستفوز بحق التنظيم. رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، الذي يملك نفوذا في إفريقيا تفوق نفوذ روراوة، باعتباره نائب اللجنة الأولمبية الإفريقية، كان على يقين بأن الغابون هي من ستفوز بتنظيم الكان بلعبة الكواليس، وبتوجيه من شركة أم تي أن للاتصالات الممول الرئيسي للكاف، الذي لا يتواجد في السوق الجزائرية، ولا يستفيد من إقامة البطولة بالجزائر. في المقابل، فإن وعود كل من رئيس الفاف، روراوة، والوزير تهمي حول قدرة الجزائر على تنظيم كأس إفريقيا لم تصدق، وخابت توقعاتهما، الأكيد أن هذه الفضيحة انجر عنها تبادل اتهامات كبيرة بين وزير الرياضة في تلك الحقبة محمد تهمي ورئيس الفاف محمد روراوة التي راح ضحيتها الوزير في آخر المطاف. الخضر يصطدمون بواقعية الفيلة في كأس إفريقيا بغينيا الاستوائية فشل المنتخب الجزائري مرة جديدة في تحقيق حلم الأنصار والشعب الجزائري بالتتويج للمرة الثانية في تاريخه بكأس إفريقيا للأمم، وذلك في الطبعة التي جرت بغينيا الاستوائية، حيث توقف مشوار النخبة الوطنية عند الدور ربع النهائي أمام المنتخب الإيفواري بثلاثة أهداف لهدف واحد في مقابلة سجل فيها ويلفريد بوني هدفين بالرأس بواقع هدف في كل شوط ليقود كوت ديفوار للفوز على الجزائر 3-1 والإطاحة بالخضر، وقد وضع بوني كوت ديفوار في المقدمة بعد 26 دقيقة من ضربة رأس مستفيداً من عرضية ماكس غرادل من جهة اليمين، وأدرك الخضر بعد التعادل بعد 6 دقائق من بداية الشوط الثاني حينما لعب رياض محرز تمريرة إلى العربي هلال سوداني الذي أودعها الشباك. ومن رأسية أخرى، أحرز بوني الهدف الثاني في الدقيقة 68 من ركلة حرة جهة اليمين نفذها زميله يايا توري، واختتم جرفينيو العائد من الإيقاف الثلاثية في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع ليضيع بذلك حمل النخبة الوطنية والتي كانت مرشحة فوق العادة في هذا المحفل القاري بالنظر إلى كأس العالم الكبيرة التي قدمها محاربو الصحراء في البرازيل ووصولهم للدور الثاني قبل الخروج على يد ألمانيا بطلة العالم، كما أن المنتخب في تلك الحقبة كان مركزه في ترتيب الاتحاد الدولي للعبة الأول على المستوى القاري دون نسيان أيضا النجوم الذين كان يضمهم المنتخب الوطني، لكن كل هذا لم يكن كفيلا بتأدية كأس في المستوى بعد الفوز بصعوبة على جنوب إفريقيا بثلاثة أهداف لهدف واحد بعدما كان الفريق متأخرا في النتيجة، وبعدها خسر بنتيجة هدف دون رد أمام منتخب غانا قبل أن يفوز بصعوبة أمام السنغال بهدفين دون رد وعلى المجمل كانت أمم إفريقيا في غينيا الاستوائية في طي النسيان بالنظر إلى المستوى الباهت لأشبال غوركوف. روراوة يتهم بالعنصرية بعد منع انتداب الأجانب أكد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيد محمد روراوة بأن قرار منع انتداب اللاعبين الأجانب المتخذ من طرف المكتب الفيدرالي خلال اجتماعه الأخير سيرفع لدى توفر المناخ الملائم، وصرح المسؤول الأول على الهيئة الكروية الجزائرية قائلا "لقد اتخذت الاتحادية الجزائرية هذا القرار من أجل إعادة تنظيم انتداب اللاعب الأجنبي، نريد من خلال هذا القرار تحسين شروط انتقال اللاعب الأجنبي، سواء فيما يتعلق بإيوائه وصرف أمواله، خاصة وضعيته الدولية ومساهمته في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وكان المكتب الفيدرالي للفاف قد قرر منع انتداب اللاعبين الأجانب من طرف الأندية المحترفة اعتبارا من مرحلة الانتقالات الشتوية المقبلة، وأضاف روراوة قائلا "لقد اتخذ هذا القرار بناء على الصعوبات المالية واستحالة الحصول على العملة الصعبة لدفع مرتبات ومنح التكوين والتضامن للاعبين الأجانب، وتأسف المكتب الفيدرالي في هذا السياق "لممارسات بعض وكلاء اللاعبين والمساهمين الآخرين لكرة القدم المنعدمي الضمير". وأوضح نفس المصدر أنه بإمكان اللاعبين الذين يتوفرون على عقد البقاء مع أنديتهم إلى نهايته، وأضاف روراوة قائلا "لما نسجل توفر مناخ ملائم سنرفع على الفور قرار منع انتداب اللاعبين، وأؤكد أننا لم نكن أبدا ضد استقدام اللاعب الأجنبي، والدليل على ذلك رفع عدد الأجانب من لاعب إلى ثلاثة لكل فريق في وقت ليس ببعيد"، لكن هذا القرار جلب الكثير من الأعداء لرئيس الفاف محمد روراوة، حيث اتهمته بعض الأطراف بأنه عنصري لأن القرار مس بالدرجة الأولى اللاعبين الأفارقة الذين باتوا موضة في الكرة الجزائرية. سنة 2015 شهدت خلافا محتدما بين روراوة وغوركوف وقد شهدت سنة 2015 خلافا كبيرا بين محمد روراوة رئيس الفاف والمدرب الوطني غوركوف وذلك على ضوء المبارتين الوديتين اللتين لعبهما الخضر بملعب 5 جويلية أمام كل من غينياوالسنغال، مما دفع المدرب للتصريح بكلمات ضد الجمهور الجزائري، وهو الأمر الذي دفع رئيس الفاف لتهديد مدربه والاتصال ببعض المدربين الجدد قبل أن يحل الخلاف بشكل نهائي ويتم تثبيت المدرب الأول على رأس العارضة الفنية للنخبة الوطنية لكرة القدم. شخصيات رياضية فارقتنا في 2015.. آخرها "عمي احمد" لم تمر سنة 2015 دون أن تشهد رحيل بعض الأسماء والشخصيات الرياضية التي رحلت عن عالمنا دون رجعة بداية من بوزيدي لاعب دفاع تاجنانت الصاعد رفقة فريقه للرابطة المحترفة الأولى الذي توفي إثر حادث مرور. الأحزان تواصلت في ذات الشهر، أين فقدت الأسرة الكروية الرئيس الأسبق للاتحادية الجزائرية لكرة القدم سقال بن علي عن عمر يناهز 88 سنة، كما توفي في نفس السنة عبد النور بقة وزير الشباب والرياضة السابق ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية ورئيس الفاف سابقا. ... ولم يمر يوم واحد عن وفاة عبد النور بقة حتى تلقت الأسرة الكروية نبأ رحيل علي فراح الرئيس السابق لناديي أولمبي العناصر وشباب بلوزداد الذي ترأس نادي أولمبي العناصر وشباب بلوزداد، كما تولى مسؤولية رئاسة بلدية بلوزداد ما بين 2000 و2004. نادي أهلي برج بوعريريج بدوره، فقد رئيسه السابق فريد طباخي إثر سكتة قلبية، وكانت آخر الأحزان وفاة الشخصية المحبوبة عند الأوساط الرياضية عميد الشرطة "أحمد بوصوف" عن عمر ناهز 77 سنة وذلك يوم السابع والعشرين من جانفي وهو الرجل الذي عمل في جل ملاعب العاصمة في أشد أوقات الأزمة الجزائرية. وهران تفوز بشرف تنظيم الألعاب المتوسطية لسنة 2021 فازت مدينة وهران سنة 2015 بشرف احتضان الطبعة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط المقرر تنظيمها في سنة 2021. واختار الأعضاء ال66 من الهيئة المتوسطية في اجتماع الجمعية العامة العادية بقصر المعارض لمدينة بيسكارا الإيطالية عاصمة الغرب الجزائري أمام منافستها صفاقس التونسية، وهي المرة الثانية التي تتحصل فيها الجزائر على شرف تنظيم مثل هذه الألعاب في سنوات السبعينيات لتحفظ عاصمة الغرب الجزائري ماء وجه الرياضة الجزائرية بعد الفشل الذريع في احتضان كأس إفريقيا للأمم لسنة 2017 والتي ذهبت للغابون. الجزائر تحصد 118 ميدالية في الألعاب الإفريقية ببرازافيل أجمع العديد من المتتبعين على أن الفضل في تألق الرياضة الجزائرية في الألعاب الإفريقية جاء بفضل النتائج الجيدة التي حققها جمبازيوها وملاكموها ومصارعوها في الجيدو والكراتي والمصارعة، في الطبعة ال11 للألعاب الإفريقية 2015 التي جرت تظاهرتها في برازافيل "الكونغو"، رغم أن تلك النتائج المحققة لا تغطي على الخيبات التي سجلتها باقي الرياضات الأخرى كألعاب القوى ورفع الأثقال، المعتادة على لعب الأدوار الأولى. المفاجأة السارة في خمسينيات تلك الألعاب، جاءت من الجمبازي الجزائري الذي حصد ما لايقل عن 21 ميدالية منها ثماني ذهبيات، مع تألق لافت لفراح بوفادن ومحمد عويشة، رياضيان يملكان مستقبلا واعدا على الصعيد العالمي. من جانبهم، نجح ممثلو الجيدو الجزائري الذين خيبوا الآمال في مونديال استانا "كازاخستان" الأخير، في تدارك الأمور بحصد 12 ميدالية منها 7 ذهبيات في برازافيل. كما تموقع الكراتي ضمن فئة الرياضات التي سطع بريقها بفضل الميداليات الذهبية الستة التي افتكها في اختصاصي "الكوميتي" و«الكاتا"، كما برز الجزائري عبد اللطيف بن خالد "-67 كلغ"، صاحب ذهبية الكوميتي بقوة، حيث نال إعجاب الجميع بفضل تقنياته وقوته الكبيرة في قصر الرياضات في كينتالي التي احتضنت المنافسة. من جهتها، ظهرت الملاكمة هي الأخرى، بوجه مشرف، بتتويجها بخمس ميداليات ذهبية في دورة اتسمت بمستوى عال، حيث فازت الجزائر في هذه الألعاب بأول ميدالية ذهبية لدى السيدات بفضل سهيلة بوشان في وزن أقل من 51 كلغ. كما حقق الرياضون الجزائريون في رياضة المصارعة الأهم خلال اليوم الأول من المنافسة بالتتويج بثلاث ميداليات ليكتفوا بعدها بلقب واحد فقط. وهي النتائج التي وصفها المدير الفني الوطني، أرزقي آيت حسين ب«الإيجابية جدا". كما نال "التاي كواندو" الجزائري ميدالية ذهبية واحدة من توقيع رومان تروليي في وزن أقل من 58 كلغ. كما تألق المنتخب الوطني الشاب في الكرة الطائرة الذي فاز في النهائي على منتخب البلد المضيف الكونغو بثلاثة أشواط للاشيء في قاعة غصت بجمهور الفريق المحلي. ... خرجة متواضعة لألعاب القوى ورفع الأثقال ومتوسطة للسباحة ألعاب القوى، ملكة الرياضات، التي غالبا ما شرفت الجزائر، كانت أقل بريقا، مما تعودت عليه، غير أن نتائج عبد الماليك لحولو "ذهبية 400م حواجز" وهشام خليل سليم شرابي "القفز بالزانة" وخضار "برونزية 1500 م " وكذلك برونزية الفريق الوطني للتابع 4 مرات 400 م تستحق التنويه. وبحصولها على ثلاث ميداليات ذهبية من توقيع ماجدة شيباركة "800 م و1500م سباحة حرة" ونفسي رانيا حميدة "4 مرات 100م أربع سباحات"، سجلت السباحة الجزائرية مشاركة متوسطة في ذلك الموعد القاري. بالمقابل، عادت رياضات مثل المسايفة ورفع الأثقال والدراجات وتنس الطاولة والكرة الحديدية، إلى الجزائر خالية الوفاض، حيث لم تحرز أي ميدالية ذهبية في هذه الألعاب. لتحصد الجزائر في الألعاب الإفريقية 2015 مجموع 118 ميدالية "40 ذهبية و24 فضية و36 برونزية"، لتحسن بذلك بكثير الحصيلة التي حققتها في دورة مابوتو 2011، حيث أحرزت النخبة الوطنية 84 ميدالية منها 22 ذهبية.