عرفت سنة 2015 العديد من الأحداث التي ستبقى محفورة في ذاكرة الرياضة الجزائرية لسنوات، أبرزها فضائح المنشطات التي هزت البطولة الوطنية لكرة القدم، وبعض الرياضات الأخرى كرفع الأثقال وركوب الدراجات، وتسببت في إقصاء عدة لاعبين أهمهم يوسف بلايلي الذي كان يعد مستقبل كرة القدم الجزائرية، وأحد نجوم الخضر القادمين. وتستعرض ”الفجر” أهم الأحداث التي عكرت صورة الرياضة الجزائرية خلال العام الجاري، في مختلف الرياضات، على الرغم من أن كرة القدم تبقى في الواجهة، إلا أن الهزات العنيفة ضربت مجددا العديد من الرياضات الأخرى، أبرزها كرة اليد التي تواصل المعاناة. وحاولنا خلال هذا الملف التركيز على أحداث شغلت الرأي العام الرياضي، وكان لها تأثير واضح، على الرغم من وجود عدة سلبيات عرفتها السنة الحالية، إلا أن سنسلط الضوء على أهم ما عرفه العام الحالي، وإليكم الآن أهم عشرة انتكاسات عرفتها الرياضة الجزائرية في عام 2015. إقصاء بلايلي ومجموعة من لاعبي البطولة بسبب فضيحة المنشطات والممنوعات
أواخر شهر سبتمبر تلقت كرة القدم الجزائرية صدمة غير متوقعة، بإقصاء أحد نجومها الواعدين، وهو اللاعب الشاب، يوسف بلايلي، نجم اتحاد العاصمة، وأحد الأسماء التي ضمها المدرب غوركوف إلى المنتخب الوطني الأول لمقارعة براهيمي، فيغولي ومحرز. وأعلنت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في 21 من سبتمبر، عن إقصاء بلايلي لسنتين بسبب تناوله مواد محظورة، تبين فيما بعد أنها ليس منشطات، بل مواد ممنوعة قد تكون الكوكاين، قبل أن ترفع الكاف عقوبة بلايلي إلى ثمانية سنوات شهر أكتوبر الماضي، بسبب رفضه التنقل للقاهرة للوقوف أمام لجنة الانضباط التابعة للكاف، ما يعني نهاية علاقة اللاعب بكرة القدم. ويعد بلايلي أكثر لاعبي البطولة الوطنية أجرا، حيث يكلف خزينة اتحاد العاصمة ما لا يقل عن 450 مليون سنتيم (أي ما يعادل أجرة 300 موظف تقريبا)، وبعد إيقافه من الكاف، قررت إدارة اتحاد العاصمة فسخ عقده، وعدم تعويضه، ليبصم اللاعب على نهاية مأساوية. بلايلي لم يكن الوحيد الذي تورط في فضيحة المنشطات والممنوعات، حيث قامت الفاف ولجنة مكافحة المنشطات بعدها بشن حملة معاينة، أدت إلى إيقاف ما لا يقل عن سبعة لاعبين، في حين عرفت رياضات أخرى سقوط رياضيين في فخ المنشطات، أبرزهم دراج المنتخب الوطني هشام شعبان الفائز بطواف الجزائر الدولي، والمصارع واكلي، وتم إيقافهما لأربعة سنوات.
عقدة الكان تتواصل ومشاركة مخيبة بغينيا الاستوائية قدم المنتخب الوطني لكرة القدم، بقيادة المدرب الفرنسي، كريستيان غوركوف عروض هزيلة خلال المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015، والتي جرت مطلع السنة الحالية بغينيا الاستوائية، وأقصي الخضر في محطة الدور ربع النهائي على يد المتوج باللقب منتخب ساحل العاج بثلاثة أهداف لواحد، ليغادروا الكان بخيبة جديدة كرست عقدت الخضر مع الكؤوس الإفريقية. وتنقل رفقاء ياسين براهيمي إلى غينيا الاستوائية بكامل نجومهم، على أمل العودة بالتاج الإفريقي مثلما حددت الفاف، باعتبار أن المنتخب الجزائري كان يعد قبل انطلاق الكان المرشح رقم واحد لكسب التاج القاري، باعتباره أحسن منتخب في التنصيف العالمي، كما أنه أفضل منتخب إفريقي شارك في كأس العالم الأخيرة بالبرازيل. ولم يقنع محاربو الصحراء في البطولة الإفريقية منذ البداية، فبعد تعادل أشبه بالهزيمة أمام منتخب جنوب إفريقيا في اللقاء الافتتاحي للكان، فإن الخضر سجلوا تعثر آخر في اللقاء الثاني أمام مالي، ليحسموا تأهلهم في اللقاء الأخير بالفوز على منتخب السينغال بفضل هدفي محرز وغولام. وفي أول اختبار حقيقي لرفقاء الحارس مبولحي، كان السقوط أمام منتخب ساحل العاج، بثلاثة أهداف لواحد، أظهر فيها رفقاء يايا توري أنهم أكثر جاهزية من الخضر، ويملكون مدرب محنك يفوق خبرة مدربنا غوركوف، ألا وهو المدرب هرفي رونار.
الفشل في احتضان ”الكان” يشعل العداوة بين روراوة وحياتو تلقت الجزائر صفعة قوية من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد منح حق تنظيم كأس أمم إفريقيا 2017 للغابون بدلا من الجزائر، على الرغم من أن كل المعطيات كانت تشير إلى أحقية الجزائر باحتضان العرس الإفريقي لثاني مرة في التاريخ، وتسبب هذا القرار في عدة تبعات أبرزها العداء العلني بين روراوة ورئيس الكاف عيسى حياتو، وابتعاد رئيس الفاف من منصبه في المكتب التنفيذي للفيفا.
تعاقب ثلاثة وزراء على الرياضة والفضائح حاضرة
عرفت السنة الحالية تعاقب ثلاثة وزراء على رأس وزارة الشباب والرياضة، وهو ما يعد رقم قياسي، أضر باستقرار هاته الهيئة الهامة، فبعد أن ساهمت الاتحادات وفشل احتضان كان 2017 في إسقاط اسم الوزير السابق محمد تهمي، تولى الوزير عبد القادر خمري زمام الوزارة، غير أنه لم يعمر طويلا، وتم الاستغناء عنه أثناء فترة علاجه بفرنسا، وبرزت بعده عدة قضايا فساد تورط فيها مسؤولون في القطاع، ليتم تجديد الوزارة بالكامل، من خلال دمج الشباب مع الرياضة مجددا، وتعيين أمين عام جديد، ومدير جديد لمديرية الشباب والرياضة للعاصمة، وتولى الهادي ولد علي رئاسة وزارة الشباب والرياضة على أمل تقديم الإضافة اللازمة.
صنع اللاعب المزدوج الجنسية، نبيل فقير الحدث في 2015، بتلاعبه بعشاق كرة القدم الوطنية، وتفضيله تمثيل المنتخب الفرنسي، على الرغم من وعود سابقة بأنه سيكون لاعبا في صفوف المنتخب الوطني الجزائري، ولم تنتهي السنة الحالية إلا بوقع إصابة خطيرة أبعدت اللاعب عن الميادين، وأسقطت اسمه من المشاركة مع الديكة في كأس أمم أوروبا القادمة.
ملعب 5 جويلية معقل الخيبات والأنصار يشتمون لاعبي الخضر
كانت عودة المنتخب الوطني لكرة القدم إلى معقله التاريخي، ملعب 5 جويلية الأولمبي، خلال التاسع من أكتوبر الماضي، غير موفقة تماما، حيث تلقى هزيمة مفاجأة أمام منتخب غينيا في لقاء ودي، وفاز بعدها على منتخب السينغال بهدف دون رد، لكن أداء التشكيلة الوطنية لم يعجب الجمهور الجزائري الذي انقلب على اللاعبين والناخب الوطني كريستيان غوركوف. وتحول ملعب 5 جويلية من قلعة فخر الكرة الجزائرية إلى معقل الخيبات، لتقرر الفاف بعدها العودة إلى ملعب تشاكر بالبليدة الذي لم يشهد أي تعثر للخضر.
منتخب كرة اليد يسجل أسوأ مشاركة في المونديال يشارك المنتخب الوطني لكرة اليد في منافسات كأس العالم لكرة اليد للمرة الرابعة عشر، غير أن المشاركة التي جرت شهر جانفي من السنة الحالية بالعاصمة القطريةالدوحة، ستبقى محفورة في ذاكرة المشاركات الجزائرية في اللعبة، باعتبارها أسوأ مشاركة في تاريخ منتخبنا الوطني لكرة اليد. وأنهى الخضر مونديال قطر في المركز الأخير، على الرغم من وجود عدة منتخبات أقل سمعة وتاريخ من منتخبنا، إلا أنها نجحت في تحقيق مشوار أفضل، ولا يمكن للمنتخب الوطني أن يسجل مشاركة أسوأ من التي سجلها جانفي الفارط، باعتبار أنه خسر جميع المواجهات التي لعبها. وكانت الجماهير الجزائرية تعقد آمالا كبيرة على أشبال المدرب رضا زغيلي الذي قاد الخضر قبل سنة إلى التتويج بكأس أمم إفريقيا التي جرت بالجزائر، ورغم التاج القاري، إلا أن رفقاء الحارس عبد المالك سلاحجي ظهروا خارج الإطار بالدوحة، وانتهت الرحلة بإقالة زغيلي والمدير الفني الوطني، واعتزال عدد من اللاعبين الدوليين الذين تجاوزهم الزمن.
مخلوفي وإيناس إيبو يقودان حملة تمرد نجوم الرياضة على الاتحادات
فاجأ البطل الأولمبي الجزائري توفيق مخلوفي جميع المتتبعين، عندما خرج للملأ شهر مارس الماضي وشن تصريحات مثيرة هاجم فيها مسؤولي الرياضة الجزائرية، على غرار وزارة الشباب والرياضة والاتحادية الوطنية لألعاب القوى، ليعلن بعدها انضمامه للمنتخب الفرنسي من أجل التحضير في صورة أسيء فهمها. وانضمت أفضل رياضية جزائرية شابة للسنة الماضية، لاعبة التنس، إيناس إيبو إلى قائمة النجوم المتمردة، حينما أعلن والدها قبل أيام قليلة الطلاق بينها وبين الاتحادية الوطنية للتنس، بسبب ما اعتبره فوضى التسيير، وتعدي الاتحادية على الحقوق المادية للاعبة التنس. ولا يعتبران مخلوفي وإيناس إيبو الوحيدان اللذين تمردا على المسؤولين هذا العام، بل أن العديد من الرياضيين أعلنوا ذلك، ولم تصل أغلب الحالات إلى الطلاق مثلما هو الحال مع إيناس إيبو، غير أن رياضيين بارزين في الكارتي، الجودو، التجديف ورياضات ذوي الاحتياجات الخاصة لم ينتظروا كثيرا لفتح النار في حق الاتحادات.
فضيحة رابطة باتنة تبرز الفساد في رابطات كرة القدم طفت في الأيام الأخيرة فضيحة فساد أخرى في محيط الكرة الجزائرية وهذا بعد شكاوى كثيرة تلقتها الفاف فيما يخص سوء التسيير في بعض الرابطات الجهوية خاصة رابطة باتنة، ليتم اتخاذ بعض الإجراءات السريعة للحد من المشاكل حيث تقرر إيقاف كل من المدير الإداري مبروك جبايلي والمكلف بتعيينات الحكام بن عمار على مستوى هذه الرابطة بعد أن أصبحت الرابطة تقرر وتتلاعب في هوية الفرق التي تصعد وحتى في منافسة كأس الجمهورية في الأدوار الأولى.