استقرار سوق النفط حاليا يحتاج إلى "معجزة" أكد وزير الطاقة صالح خبري، أمس، أن "الأسعار الجديدة لمادتي البنزين والمازوت لن تؤثر على القدرة الشرائية لأنها جاءت بنسبة مدروسة، في ظل تمسك الحكومة بعدم زيادة تسعيرات النقل العمومي في الوقت الحالي". وذكر خبري على هامش زيارته لولاية عنابة أن "انتعاش سوق النفط مع مطلع السنة الجديدة مرهون بإرادة قوية من داخل وخارج منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبيك" لضبط السوق والتحكم فى ميزان العرض والطلب". وألمح في ردّه على أسئلة الصحفيين إلى أن "ارتفاع الأسعار على المدى القصير تقريبا يحتاج إلى معجزة". ودافع أمس ممثل الحكومة عن توجه السلطات للرفع النسبي لأسعار الوقود والكهرباء، مشددا على أن "مستوى الأسعار الجديدة لا يعني أنها غير مدعومة لأنها لا تغطي حتى تكاليف إنتاجها". وقال خبري إن أغلب استثمارات الشركة الوطنية للكهرباء والغاز مثلا مدعمة من طرف الدولة، حيث إن التسعيرة الحالية للكهرباء لا تكفي لتغطية تكاليف إنتاجه إلا بأقل من 60 بالمائة، وعلى هذا الأساس، فإن رفع تسعيرة استهلاك الكهرباء والغاز أصبح ضروريا مع مراعاة أنه لن يمس الشرائح البسيطة من المجتمع. وعن الزيادة في أسعار الوقود، أفاد الوزير أنه بمجرد دخول مصفاتي تكرير البترول بتيارت وحاسي مسعود الخدمة ب 5 مليون طن سنويا لكل مصفاة في غضون 2020، فإن إستيراد 2 مليون طن من "الغازوال" و1 مليون طن من البنزين، سيتوقف ويتم إنتاج هذه المواد وطنيا، وفي انتظار ذلك مثلما أشار خبري فإن استراتيجية تقليص استهلاك الوقود سيتم تطبيقها بتشجيع استعمال غاز البترول المميع الذي هوغاز نظيف وبتسعيرة أقل أي 9دج للتر، مما سيخلق منافسة مع أنواع الوقود المستعملة حاليا والتي سترتفع أسعارها قريبا. وكان وزير الطاقة قد أشرف أمس بعنابة على تدشين أنبوببي نقل الوقود وغاز البترول المميع (سكيكدة- برحال ) وذلك بمركز التخزين والتوزيع ببرحال. ويأتى هذا الإنجاز الذى تطلب مد أنبوبين لنقل الوقود وغاز البترول المميع بين مصنع سكيكدة ومحطة التخزين والتوزيع ببرحال ليدعم استقلالية التخزين بمركز برحال الذي يغطى احتياجات ولايات عنابة وفالمة والطارف من هذه المواد الطاقوية الحيوية. وإلى جانب تأمين نقل المواد الطاقوية سيمكن هذا الإنجاز من اقتصاد حوالى 1,35 مليار دينار سنويا كانت تستغل لتغطية تكاليف نقل الوقود والغاز المميع من سكيكدة إلى مركز برحال عن طريق البر والبحر وخطوط السكة الحديدية.