السبسي يحذر من التدخل العسكري بليبيا وواشنطن تقول إن "داعش" يكبر يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضغوطا عديدة من مساعديه، بمن فيهم مستشارون عسكريون كبار، لحمله على فتح جبهة جديدة ضد تنظيم داعش في ليبيا، هذا ما أكده تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. وحتى الآن مازال الرئيس أوباما يطلب من مساعديه مضاعفة جهودهم لتشكيل حكومة وفاق في ليبيا، بينما يبحث البنتاغون خياراته بشأن هذا البلد. وتشمل هذه الخيارات، الضربات الجوية ضد التنظيم، وغارات القوات الخاصة، فضلا عن مشورة تقدمها للمقاتلين على الأرض، إضافة إلى إرسال فرق من النخبة للعمل مع المقاتلين الليبيين. ويتواجد في ليبيا ما بين خمسة آلاف وستة آلاف وخمس مئة مقاتل يتبعون داعش، بحسب مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، وهو عدد ارتفع منذ الخريف الماضي، بعد أن بات كثير من عناصر التنظيم يفضلون البقاء في معاقله في ليبيا عوضا عن الذهاب إلى سوريا أو العراق. وكانت فرق العمليات الخاصة الأميركية والبريطانية قد زادت من مهامها الاستطلاعية السرية في ليبيا للتعرف إلى قادة الميليشيات، ورسم شبكاتهم الخاصة بالغارات الجوية المحتملة. وفي الأثناء، أعلن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أن الولاياتالمتحدة تراقب الأحداث في ليبيا بدقة بالغة لكنها لم تتخذ أي قرار بشأن توسيع نطاق دورها هناك. وقال كارتر خلال زيارة لقاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا، إن التركيز الآن ينصب على التغيير السياسي في ليبيا باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكشف مسؤول أمريكي عن ارتفاع عدد عناصر تنظيم "داعش" في ليبيا في الأشهر الأخيرة مقابل تراجعه في العراقوسوريا، وفسّر ذلك بصعوبة ذهاب المقاتلين الأجانب إلى سوريا واتجاههم إلى ليبيا، مستفيدين من حالة الفوضى بالبلاد. وقال المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية -الذي رفض الكشف عن اسمه- يوجد بليبيا نحو خمسة آلاف عنصر من تنظيم "داعش"، مقابل 19 و25 ألف عنصر من التنظيم في العراقوسوريا. من ناحية أخرى، حذر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي من عواقب أي تدخل عسكري دولي في ليبيا، مؤكدا على ضرورة استشارة بلاده ودول الجوار الليبي في أي خطوة تتخذ في هذا الشأن. وقال بيان صادر عن الرئاسة التونسية إن السبسي أشار في كلمة خلال تقبله تهاني رؤساء البعثات الدبلوماسية بحلول السنة الإدارية الجديدة، إلى خصوصية الوضع التونسي بحكم الجوار الليبي. وأضاف البيان أن الرئيس التونسي عبّر عن أمله في أن توفق الأطراف الليبية للمصادقة على حكومة توافقية، و"نبّه إلى المخاطر التي قد تنجر عن كل عملية عسكرية ممكنة في ليبيا"، مؤكدا على ضرورة استشارة بلاده ودول الجوار في هذا الأمر. كما جدد الرئيس التونسي وقوف بلاده "رغم ظروفها الصعبة" إلى جانب ليبيا "في هذه المرحلة الدقيقة"، مشددا على أن "تونس لن تغلق حدودها في وجه الأشقاء الليبيين"، وفقا للبيان نفسه. وكانت تقارير إعلامية تحدثت خلال الأيام الماضية، عن احتمال تدخل عسكري وشيك للتحالف الدولي في ليبيا.