واشنطن (تُلوّح) بتدخّل عسكري برّي قريب *** فجّر تدخّل روسيا العلني في سوريا المهمّة الأبدية والتقليدية لأمريكا والمتمثّلة في المنافسة على الأراضي العربية ومناطق النفوذ حيث يصعب على القوّة العظمى في العالم التخلّي عن العالم لروسيا وترك الدول العربية تعيش بعيدا عن الحروب والنّزاعات وظفرت العراقوسوريا بنصيب الأسد في مخطّطات واشنكن العسكرية التي لا تنتهي. ق. د / وكالات قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن واشنطن تدرس استراتيجية زيادة عملياتها ضد تنظيم (الدولة الإسلامية.. داعش) من خلال تنفيذ هجمات برّية مُوضّحا أن بلاده لن تتراجع عن دعم شركائها في تنفيذ مثل هذه الهجمات التي ستمثّل عملا مباشرا على الأرض. ونقلت وكالة (سي أن أن) الأمريكية عن كارتر قوله خلال كلمة له أمام لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ الأمريكي إن (الانخراط في الميدان هو أحد الخيارات التي تتمّ دراستها) مُبيّنا أن العمليات البرّية والجوّية تزيد الضغط حول معاقل (داعش) من خلال دعم القوّات التي تقاتل التنظيم. وفي شأن ذي صلة تحدّثت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن احتمال موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على السماح بتدخّل قوّة أمريكية خاصّة في المعارك ضد (داعش) في العراقوسوريا مؤكّدة في تقرير أن كبار مستشاري الأمن القومي الأمريكي يسعون لوضع خطة لتقريب القوّات الأمريكية المقاتلة أكثر من خطوط المواجهة مع التنظيم. وأوضح التقرير أن الحديث عن التدخّل البرّي جاء بسبب عدم قناعة البيت الأبيض بتقدّم الحال ضد تنظيم (الدولة) واستجابة لدعوات وزارة الدفاع الأمريكية المتكرّرة لتوسيع نطاق التدخّل العسكرية في الصراعات الطويلة الأمد التي تدور في الدول الأخرى مبيّنا أن كارتر يمارس ضغوطا كبيرة من أجل تقديم خيارات جديدة للاشتراك بعمليات عسكرية أكبر في العراقوسوريا وأفغانستان. ونقلت الصحيفة عن مستشارين أمريكيين قولهم إن (هذه الإجراءات تمثّل تصعيدا كبيرا للدور الأمريكي في العراقوسوريا) مبيّنة أن العمليات الجديدة بانتظار موافقة أوباما وقد يتّخذ قرار بشأنها خلال الأسبوع الحالي وأن التوصيات الجديدة ستمثل بعد الموافقة عليها تحوّلا مُهمّا في مهام (البنتاغون) الخارجية. * قوّات إضافية للعراق وسوريا في السياق قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتّحدة تدرس إرسال عدد صغير من قوّات العمليات الخاصّة إلى سوريا وطائرات هليكوبتر هجومية إلى العراق بينما تعكف على تقييم خيارات لتعزيز قوّة الدفع في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتتعرّض إدارة الرئيس باراك أوباما لضغوط لزيادة المسعى العسكري لأمريكا خصوصا بعد سقوط مدينة الرمادي العراقية في أيدي متشدّدي الدولة الإسلامية في ماي وفشل برنامج عسكري أمريكي لتدريب وتسليح آلاف من مقاتلي المعارضة السورية. وقال مسؤولان إن نشر أيّ قوّات سيكون مصمّما بدقّة سعيا لتحقيق أهداف عسكرية محدّدة ومحدودة في كلّ من العراقوسوريا وقال أحدهما إن ذلك الخيار يتضمّن نشر بعض قوّات العمليات الخاصّة الأمريكية بشكل مؤقّت داخل سوريا لتقديم المشورة لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلة للمرّة الأولى وربما المساعدة في استدعاء ضربات جوّية أمريكية. ومن بين الاحتمالات الأخرى إرسال عدد صغير من طائرات الأباتشي الهجومية وقوّات أمريكية لتشغيلها إلى العراق وأيضا اتّخاذ خطوات لتعزيز القدرات العراقية الأخرى الضرورية لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها متشدّدو الدولة الإسلامية. ويبدو أن الخيارات التي يجري دراستها لا تصل إلى حدّ نشر قوّات أمريكية للقيام بأيّ أدوار في قتال برّي مباشر وهو شيء استبعده أوباما حتى الآن. وقال أحد المسؤولين الذين تحدّثوا إلى (رويترز) شريط عدم الكشف عن هويتهم إن المقترحات مازالت في مرحلة الدراسة النّظرية وهو ما يعني أنه حتى إذا ووفق على أيّ منها في الأيّام المقبلة فإن نشرا عسكريا أمريكيا سيكون أمامه أسابيع أو أشهر. وامتنعت وزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض عن التعقيب على الخيارات التي أوردتها أيضا صحيفتا (وول ستريت جورنال) و(واشنطن بوست). وأشار وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في وقت سابق إلى نيّته تعزيز نشاط الجيش الأمريكي في العراقوسوريا بعد أيّام من مشاركة قوّات أمريكية في غارة لإنقاذ رهائن لدى الدولة الإسلامية في العراق.