حسبما نقلت صحيفة "النصر" الجزائرية، في عددها الصادر اليوم الخميس، فإنه جرى اكتشاف مفرغة عشوائية لمختلف أنواع القمامة و النفايات داخل منزل عجوزين مسنين ،بحي 08 ماي المعروف محليا بتسمية «الباطوار» ببرج بروعريرج تبيّن أن متسوّلة استغلت مساعدتها لهما و إقامتها معهما لسنوات، لتحويل مسكنهما إلى مكان لجمع و تخزين كل ما تجنيه . و أشارت الصحيفة إلى تضافر جهود مصالح الحماية المدنية و أعوان النظافة التابعين لأربع ورشات في إطار مشاريع الجزائر البيضاء، لإخراج قناطير من القمامة و النفايات و الأثاث القديم، من داخل المنزل، بعد تحرك الخلية الجوارية للتضامن على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي، لمساعدة العجوزين على الخروج من وضعية معيشية مزرية استمرت لسنوات على بعد خطوات من منازل الجيران الذين اقتصرت مساعداتهم على تقديم الأكل و الرعاية الطبية . ونقل مراسل صحيفة "النصر" الذي تنقل إلى عين المكان،قائلا "وجدنا عشرات الأعوان التابعين للحماية المدنية و كذا أعوان النظافة، و هم منهمكين في إخراج القمامة و الأثاث القديم بواسطة النقالات الحديدية و على أكتافهم، إلى خارج المنزل أين يتم تحميلها باستعمال آلية للشحن على متن شاحنات و تنقل بعد ذلك إلى المفرغة العمومية .. دخلنا إلى المنزل أين وجدنا العجوزين، شيخ « خ.علي « من مواليد 1925 و زوجته البالغة من العمر 70 سنة، داخل غرفة تحتفظ بالكثير من الأثاث القديمة و الأفرشة البالية، كانت العجوز تشكو من ضيق في التنفس أو كما كانت تقول بالعامية « راني مخنوقة»، فيما كان شيخها يطالب بانتقاء الأشياء التي يتم التخلص منها و الاحتفاظ بالأثاث و بعض المعدات التي كان يعتقد أنها مفيدة، اقتربنا منه لمعرفة المزيد عن ظروفه المعيشية، و حاولنا الحصول على أكبر قدر من المعلومات غير أنه اكتفى بالكشف عن دخله المحدود جدا و الذي لا يكفي بحسبه لتوفير قوت يومه مع زوجته، و عجزه عن توفير ضروريات الحياة و تكاليف الدواء، مشيرا إلى تحصله على منحة تقاعد تقدر بحوالي 07 آلاف دينار، و بقائه على هذا الوضع من سنوات، ليتزايد حالهما سوء خلال العامين الأخيرين بعد تدهور وضعهما الصحي و عجز زوجته المسنة التي وجدناها مقعدة و مستلقية على بطانية." و نقلت الصحيفة عن المشرفين على عملية تنظيف المنزل المكون من طابق أرضي و بناية في الطابق الأول غير مكتملة السقف، و بناية قديمة مجاورة مكونة من غرفتين بالقرميد، أنهم قاموا بإخراج كمية كبيرة من النفايات و الأثاث القديم، ما استدعى الاستنجاد بآليات الشحن و الحفر و الشاحنات لنقلها إلى المفرغة العمومية، مؤكدين نقل 08 حمولات لشاحنات نقل القمامة، و لازالت العملية مستمرة لتنظيف الطابق الأول . كما نقلت عن أحد الشبان القاطنين بالحي، الذي أشار إلى أن العجوزين استنجدا في وقت سابق بامرأة متسولة كانت تقطن معهما بالمنزل و تساعدهما في توفير الأكل و قضاء حاجياتهم، و استغلت الوضع لجلب مختلف الأغراض و المحتويات التي تجنيها من عائدات التسول و تقوم بتكديسها داخل المنزل، و غادرت بعدها المكان من دون رجعة تاركة ورائها أكوام و قناطير من النفايات و الخردوات التي لا تصلح لأي استعمال. و أكد مدير النشاط الاجتماعي للصحيفة أن مصالحه تلقت تبليغا من قبل مواطنين يفيد بالوضعية المعيشية المزرية للعجوزين، ما استدعى تكليف الخلية الجوارية للتضامن بفتح تحقيق اجتماعي للاطلاع على الوضعية، و بعد وقوفها على الحالة «الكارثية» قامت في بادئ الأمر بتوفير الرعاية الطبية و النفسية، ليتم بعدها اتخاذ قرار تنظيف المنزل من النفايات بالتنسيق مع مصالح الشؤون الاجتماعية بالبلدية و مديرية الحماية المدنية، كما أكد المدير تلقي وعود من طرف سلطات البلدية لمنح إعانة لترميم المنزل وأخرى من طرف محسنين كان احدهما حاضرا بالمكان لتجهيز المنزل، بالإضافة إلى تكليف مساعدة اجتماعية برعايتهما مستقبلا و تمكينهما من العلاج المجاني.