حذّر رئيس مركز البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي، الدكتور حسن اللولب، من احتمال تسلل إرهابيين آخرين من ليبيا للقيام بهجمات جديدة مؤكدا أن قرار إغلاق الحدود البرية لا ينفع حاليا في تجنب وقوع اعتداءات بحكم أن الإرهابيين يعبرون عبر منافذ سرية وليس من خلال المراكز القانونية. وثمن الأكاديمي التونسي مستوى التنسيق الأمني بين تونسوالجزائر لمواجهة "تمدّد" تنظيم ّداعش من ليبيا. وذكر الخبير في الشؤون الإستراتيجية أن "العملية الإرهابية في بنقردان لن يكون لها تأثير على المشهد الأمني العام في تونس بحكم أن هذا الاعتداء هو الثاني من نوعه في ظرف أسبوع وهو ما استدعى حالة من اليقظة الأمنية والعسكرية العالية التي لوحظت لدى القوات التونسية وهي تشتبك مع هؤلاء الإرهابيين" مشيرا إلى أن "هذه العمليات منتظرة بحكم أن منطقة بنقردان منطقة حدودية والحدود مخترقة وقد تم تضييق الحصار على هؤلاء إرهابيين في ليبيا ولهذا نجدهم يفرون إلى تونس وسيتصدى لهم الجيش والجندرمة والشرطة وأبناء الجنوب الأحرار وفي الحقيقة أن هذه العمليات منتظرة بحكم الأوضاع في ليبيا مضطربة في كل ثانية ودقيقة والجيش التونسي بالمرصاد لهؤلاء الخونة لا مكان لهم في تونس". وأوضح الباحث المتخصص في العلاقات الدولية أن "قرار إغلاق الحدود لا معنى له بحكم أنّ الإرهابيين لا يدخلون عبر المراكز الحدودية القانونية بل عبر منافذ أخرى وبدفع الأموال والرشاوى". وبخصوص التنسيق الأمني بين تونسوالجزائر لمواجه الإرهاب فقد اعتبر اللولب أنه "قفز إلى أعلى مستويات التنسيق في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتبادل الخبرة العسكرية لملاحقة المجموعات الإرهابية بحكم تجربة الجزائر الطويلة في هذا المجال حيث تعتبر تونسالجزائر امتدادا لأمنها القومي والعكس". ولاحظ رئيس مركز البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي أن "الموقف الدبلوماسي الجزائري من الأزمة الليبية جنب المنطقة التدخل العسكري الأوروبي والأمريكي وجنبها آثارا مدمرة وكارثة إنسانية، والمعروف على الغرب قدومه وتدخله في ليبيا ليس لمحاربة الدواعش بل لاحتلال آبار النفط وداعش هذه فزاعة غربية أمريكية لتخويف المنطقة وترهيبها لتطبيق مشروع الفوضى الخلاقة ويرى الخبير التونسي أن "الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية والأمنية في تونس تعمل بشكل فعال في ظل التهديدات القادمة من تنظيم الدولة في ليبيا، محذرا في آن واحد من خطر تسلل إرهابيين إذا تم تضييق الخناق عليهم بليبيا". وكانت القوات الأمنية والعسكرية اعتقلت منذ أيام 16 إرهابيا كانوا ينوون إقامة معسكر تدريبي في محافظة جندوبة (شمال غرب)، كما أحبطت مؤخرا عمليات تسلل وتهريب أسلحة قادمة من ليبيا، بالإضافة إلى كشفها عن خلايا نائمة داخل مدن كانت تستعد للقيام باعتداءات.