أعلنت قيادة الجيش الوطني الشعبي حالة الاستنفار القصوى على الحدود الجزائرية التونسية، وذلك بعد العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 14 جنديا تونسيا بالإضافة إلى أكثر من 20 جريحا. كثف الجيش الوطني من عمليات التمشيط البرية والجوية على مستوى المنطقة الحدودية بولاية تبسة وذلك تحسبا لتسلسل جماعات إرهابية من الجهة التونسية بعد تنفيذها لعملية نوعية راح ضحيتها 14 جنديا تونسيا، خصوصا بعد أن قالت الجهات الأمنية التونسية أن منفذي العملية تسللوا إلى تونس عبر الحدود الجزائرية أين نفذوا عمليتهم قبل أن يعودوا إلى المكان الذي جاؤوا منه، وهي الفرضية التي يرى خبراء أمنيون بأنها ضعيفة نظرا للتعزيزات الأمنية التي اتخذتها قيادة الجيش الوطني على مستوى الشريط الحدودي الشرقي، حيث سخرت لها إمكانية مادية وبشرية معتبرة تمكنها من رصد أي تحركات مشبوهة في الحدود بين البلدين، وهو ما أكدته وسائل الإعلام التونسية حيث كشفت إذاعة «موزاييك» أن السلطات التونسية تلقت تقريرا استخباراتيا «سريا» من نظيرتها الجزائرية، قبيل يومين من دخول شهر رمضان، في إطار التنسيق الموجود بينهما تحذرها فيه من هجمات إرهابية خلال الشهر الفضيل وذلك بعد رصدها لتحركات جماعات إرهابية على الشريط الحدودي هدفها تنفيذ عمليات إرهابية «نوعية» تستهدف من خلالها المواقع العسكرية المتواجد على الحدود خلال شهر رمضان، وحسب المصادر ذاتها فإن الاستخبارات الجزائرية استقت هذه المعلومات من إرهابيين أحدهما مغربي الجنسية ألقت عليهما القبض مؤخرا، إلا أن وقوع هذه العملية الإرهابية بتونس تؤكد أن السلطات التونسية لم تحسن استغلال هذه المعلومات. هذا ومنذ سقوط نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي وجدت الجماعات الإرهابية في الحدود الجزائرية التونسية نقطة انطلاق لتنفيذ هجمتها الإرهابية ضد الجهات الأمنية التونسية، و هو ما دفع الجيش الوطني الشعبي إلى تعزيز وجوده في المنطقة والتنسيق مع الجيش التونسي لإخماد نار الإرهاب الذي يتمركز على وجه الخصوص في جبل الشعانبي بولاية القصرين الحدودية. وكشفت تقارير استخباراتية غربية، شهر فيفري الماضي، عن تمركز عدد معتبر من الإرهابيين من جنسيات مختلفة على الحدود الجزائرية التونسية، حيث تتلقى تمويلا من بعض الدول الخليجية مكنتها من حفر العشرات من الأنفاق بالمنطقة، ولعل العمليات التي ينفذها الإرهابيون أكبر دليل على صحة هذه التقارير، فقبل العملية الأخيرة بكت تونس العديد من أفراد الجيش والأمن الذين راحوا ضحية اعتداءات إرهابية، ففي شهر ماي الماضي تسبب انفجار لغم بجبل الشعانبي في في وفاة عسكري وإصابة 6 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وقبل هذه الحادثة بشهر قتل جندي آخر في انفجار لغم أيضا، أما في شهر أكتوبر من عام 2013 قتل 6 أمنيين تونسيين بالإضافة إلى تعرض 5 أعوان إلى إصابات خطيرة بولاية سيدي بوزيد، هذا بالإضافة إلى العديد من العمليات الإرهابية الأخرى التي راح ضحيتها جنود ورجال أمن.