اعتقال شخصين بشبهة تقديم الدعم والإسناد للخلية الإرهابية تمكنت وحدة عسكرية متخصصة في مكافحة الإرهاب بولاية الوادي، من إحباط مخطط لاعتداءات انتحارية واستهداف مطارات ومنشآت حيوية ومراكز أمنية في الجنوب. وأفلحت مفرزة مشتركة للجيش بكفاءة عالية في القضاء على ثلاثة من أخطر إرهابيي "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" واسترجاع ست منظومات صواريخ "ستينغر" وأحزمة ناسفة وترسانة من الأسلحة الحربية الثقيلة وخرائط تفصيلية لأهداف استراتيجية كانت الخلية الإرهابية تدبّر لتفجيرها. وعلمت "البلاد" أن الجهات الأمنية اعتقلت في ساعة متأخرة من يوم أمس شخصين يرجّح انتماؤها لخلية دعم وإسناد للمجموعة الإرهابية. من جهة أخرى، طوّقت قوات الأمن بعض المحاور التي سطرها التنظيم لتكون مسالك الوصول إلى ولايات الوادي وورڤلة وإليزي وتنفيذ هجمات تستهدف مقرات أمنية. في ذات السياق، دعمت قيادة الجيش تواجدها في المناطق الصحراوية المتاخمة للحدود مع تونس وليبيا ب 3 آلاف عسكري مع نقل طائرات قتال ومروحيات عسكرية إضافية إلى الناحية العسكرية الرابعة، وإنشاء قيادة عمليات جوية تختص بعمليات النقل والإمداد والتموين في الجنوب. وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني أمس، أن "قوات مشتركة للجيش الوطني الشعبي قد نجحت ليلة الخميس إلى الجمعة في القضاء على ثلاثة إرهابيين خطيرين بمنطقة القمار في ولاية الوادي واسترجاع ست منظومات صواريخ "ستينغر" وكمية معتبرة من الأسلحة". وذكر البيان أنه "في إطار محاربة الإرهاب، وبفضل اليقظة المستمرة قضت مفرزة مشتركة تابعة للناحية العسكرية الرابعة على ثلاثة إرهابيين خطيرين". وأوضح ذات المصدر أن الأمر يتعلق بكل من "ع. كمال" المدعو عبد الرحمن الذي التحق سنة 1994 بالجماعات الإرهابية بجنوب شرق البلاد، و«ش. ثامر" المدعو العباس، و«ع. عبد الحق"، وأضاف البيان أن "هذه العملية "النوعية" مكنت من استرجاع 6 منظومات صواريخ "ستينغر" مضادة للطيران و20 مسدسا رشاشا من نوع كلاشنيكوف و3 قاذفات صواريخ RPG-7 وبندقيتين رشاشتين "آر بي كا" وبندقيتين قناصتين ومسدسين آليين و16 قذيفة خاصة بالقاذف الصاروخي "آر بي جي 7" و4 قنابل يدوية وحزامين ناسفين و383 طلقة من مختلف العيارات و97 مخزن ذخيرة ومركبة رباعية الدفع ونظارتي ميدان وجهازي تحديد المواقع وهواتف وأغراض أخرى". من جانب آخر، قال مسؤول أمني رفيع ل«البلاد" إن "وحدات الجيش أفلحت من خلال هذه العملية في استباق إحباط عمليات إرهابية، كان يخطط لها هؤلاء لضرب مرافق عمومية هامة" وتابع المتحدث أن "مصالح الجيش تلقت مؤخرا معلومات متطابقة حول استهداف ولاية أو ولايتين في الجنوب بعملية انتحارية خطط لها ثلاثة أشخاص، وذلك عبر تنفيذها باستعمال أحزمة ناسفة، لتعلن المصالح المختصة بالتنسيق مع كل الجهات المعنية لإعلان حالة استنفار قصوى". ورجح متتبعون أن تكون الخلية على تواصل بخلية محلية نائمة يجري التحقيق بشأنها، كما أن الأسلحة الصاروخية الأمريكية يحتمل دخولها عبر الحدود التونسية الجزائرية. ولأول مرة تكشف قوات الجيش مخططا لاستهداف نقاط حساسة بهذا المستوى من التسليح، خاصة حيازتها على منظومات صاروخية من نوع "ستيغر". وأفاد مسؤول عسكري أن ذلك صاروخ يوجه بالأشعة تحت الحمراء ودخل الخدمة في الجيش الأمريكي عام1981. ويبلغ طول صاروخ ستينغر 1.52 مترا بقطر يبلغ 70 ملم، ووزنه 15.7 كيلو غرامات ومداه يصل إلى خمسة كيلومترات بارتفاع 4,800 متر، ويبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ ثلاثة كيلوغرامات وهو مزود بصمام تقاربي، أما سرعته فتفوق سرعة الصوت. ويعمل نظام الدفع في المحرك الصاروخي بالوقود الصلب مع معزز منفصل للمرحلة الأولى من المسار. وقالت مصادر أمنية محلية إن عناصر من تنظيم "القاعدة" في الجنوب سرّبت لمصالح الأمن معلومات هامة عن انتحاريين، منهم من عرض نفسه لتنفيذ عملية انتحارية، ومنهم من استعمل ذلك كوسيلة فقط للإفلات من قبضة التنظيم والالتحاق بمسعى المصالحة، حيث دار الحديث عن محاولة تسلل عناصر انتحارية إلى مراكز حيوية، كانت مصالح الأمن على علم بأهم تفاصيلها وتحركات الواقفين وراءها، بعد حصولها على معلومات من مقرّبين من أمير التنظيم عبد المالك دروكدال.