في الوقت الذي لا يزال فيه المشهد السياسي في ليبيا مشرذما ومرتبكا لاسيما بعد رفض حكومة طرابلس غير المعترف بها تسليم السلطة لحكومة الوفاق الليبية، يتمدد داعش ويضاغف أعداده في هذا البلد الغارق في الصراعات منذ سقوط القذافي. وفي هذا السياق، حذر قائد القوات الأميركية في إفريقيا من أن عدد مسلحي تنظيم داعش تضاعف في ليبيا إلى ما بين 4000 و6000 مسلح خلال فترة تتراوح بين عام وعام ونصف. وقال الجنرال ديفيد رودريجيز قائد القيادة الأميركية في إفريقيا في إفادة صحفية إن معقل داعش في ليبيا هو مدينة سرت لكن التنظيم له وجود أيضا في درنة وبنغازي في الشرق وصبراتة في الغرب. إلا أنه أضاف أن "الجماعات المسلحة الليبية في بنغازي ودرنة وكذلك في صبراتة، حاربت ضد داعش وصعبت على التنظيم الإرهابي العمل ." وأكد رودريجيز مستشهدا بتقييمات المخابرات الأميركية لنمو داعش" أنهم يواجهون نمو داعش في عدة مناطق في أنحاء ليبيا". وقال "التحدي أمام حكومة الوحدة الوطنية هو جمعهم معا من أجل مستقبل ليبيا ولكن أيضا للتخلص من داعش". إلى ذلك، قلل رودريجيز من احتمال خروج داعش من قاعدتها والاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي مثلما فعلت في العراق وسوريا. وقال "ليس لديهم أشخاص محليون يعرفون عن ليبيا بقدر ما كان لديهم في العراق وسوريا.. الليبيون مختلفون أيضا في الطريقة التي يعاملون بها الأجانب ويستجيبون بها وكل ذلك له تأثير". وأضاف أن الضربات الجوية الأميركية في ليبيا استهدفت داعش لكن تلك الجهود مركزة على أهداف تشكل تهديدا مباشرا على المصالح الأميركية والأفراد الأميركيين.