معظم الموقوفين في الآونة الأخيرة بشبهة "داعش" و"تهريب العملة" شدّدت الجزائر الإجراءات الأمنية عبر المطارات من خلال رفع مستوى تعداد شرطة الحدود وفرق الجمارك ووضع أجهزة تفتيش واتصالات حديثة حيز الخدمة. وذكرت مصادر عليمة أن لجنة حكومية مشتركة ضمت مدراء مركزيين من وزارات الدفاع والداخلية والنقل والتجارة أقرت في اجتماع طارئ عقد بحر الأسبوع الماضي تدابير جديدة يجري تنفيذها بشكل استعجالي في المطارات الكبرى لتشمل لاحقا حوالي عشرين مطارا بمختلف مناطق البلاد. ويأتي تحرّك المصالح المختصة بعد تسجيل "ثغرات" في عمليات تفتيش بعض الرحلات الجوية حيث سمحت الرقابة البعدية المفاجئة بحجز كميات من العملة الصعبة معدّة للتهريب وتوقيف أشخاص مشبوهين بمحاولة الالتحاق بمقاتلي تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. وكشف مصدر أمني رفيع عن اتخاذ إجراءات جديدة لأمن المطارات والموانئ من خلال مراجعة شاملة لمخطط الأمن و«ضخ" ضباط وعناصر أمن جديدة من شرطة الحدود وأعوان الاستعلامات وإطارات جمركية جرى توزيعها بشكل طارئ خلال الأسبوع المنقضي ومسّت مطارات هواري بومدين في الجزائر العاصمة وأحمد بن بلة في وهران ورابح بيطاط بعنابة ومحمد بوضياف في قسنطينة وعبان رمضان في بجاية. وقال المصدر إن مختصين من رجال الأمن يشتغلون على تحليل المعطيات الواردة بخصوص تهديدات مفترضة تؤدي إلى رفع مستوى الإجراءات الأمنية. وقام وفد عن اللجنة الوزارية المشتركة بزيارة "خاطفة" إلى ميناء العاصمة ثم مطار هواري بومدين، وكلاهما مسجل في قائمة الهيئات المهددة من قبل "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وفقا لجلسات محاكمة سابقة لمتورطين في عمليات إرهابية. وكشف المصدر عن "أمر حكومي" يجري تنفيذه ويتعلق بتدعيم الأمن في الوحدات والهيئات الاقتصادية والاجتماعية. وباشرت مصالح جمارك ميناء الجزائر بالتنسيق مع شرطة الحدود، رقابة صارمة على جل الرحلات الجوية المتجهة نحوالدول الأوربية وكذا تركيا ودبي والصين بشكل أدّى إلى حجز كميات من العملة الصعبة وإحالة أصحابها على الجهات القضائية كما سمحت عمليات التفتيش التي تمت نهاية الأسبوع فقط بمنع عدّة أشخاص يتاجرون في الهواتف النقالة والملابس والذهب من السفر لصدور مذكرات بحث أمنية في حقهم. وعلى صعيد متصل كشف مصدر مسؤول من المؤسسة الجزائرية للملاحة الجوية عن استكمال عدّة مشاريع تخص قطاع الملاحة الجوية تتعلق أساسا بتعزيز الأمن وتحسين الخدمات ، حيث تم تزويد 20 مطارا موزعين على عدة جهات من الوطن، بأجهزة اتصال متطورة دخلت مجال الخدمة في الآونة الأخيرة. وإضافة إلى هذه الأجهزة المتطورة ،فإن المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية قامت بإطلاق مشروع مركز جهوي جديد للمراقبة بجنوب البلاد يكون مقره بمدينة تمنراست يحتوي على تجهيزات حديثة من رادارات وهوائيات، فيما سيتم إنجاز خمسة أبراج أخرى بمناطق متفرقة من البلاد قبل نهاية السنة الجارية. وشرح مصدر أمني رفيع المستوى أنّ هناك تهديدات ومحاولات مستمرة من الجماعات الإرهابية لاستهداف المطار الدولي تم إجهاضها من طرف السلطات الأمنية. وتابع أن اللجنة الحكومية المشتركة المكلفة بمراقبة مخطط تأمين المطارات قد أصدرت تعليمات جديدة بتشديد الرقابة خارج محيط المطارات وداخلها وحتى العاملين فيها. وقال المصدر أنّ "هناك أكثر من 3 آلاف كاميرا مراقبة تحيط بالمطارات من الخارج والداخل، وآلاف أعوان الأمن والجمارك يراقبون حركة المسافرين ويجري تدعيمهم بشكل دوري عند الحاجة". وفي سياق ذاته تم تعزيز التدابير الأمنية في جميع المنافذ المؤدية من العاصمة واليها بوحدات الأمن الوطني. وطبقت الإجراءات نفسها في جميع أنحاء الولايات الداخلية وخصوصاً في المدن الكبرى مثل عنابةوقسنطينةووهران وغرداية وغيرها، ضمن خطة أوصت بها اللجنة الحكومية المشتركة. وتستعين قوات الأمن بتجهيزات جديدة مستخدمة أجهزة رقمية مرتبطة بمواقع مركزية تتضمن ملفات المطلوبين لدى العدالة. وجرى تزويد مصالح الأمن عند نقاط التفتيش والحواجز بأجهزة جديدة تستعمل في مراقبة حركة السيارات والكشف عن مواد كيماوية تستخدمها الجماعات الإرهابية عادة في صنع المتفجرات وتفخيخ السيارات.