حذّرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو" كلا من الجزائر والمغرب وموريتانيا من اجتياح وشيك لأسراب الجراد الصحراوي التي تأتي على الأخضر واليابس في مناطق واسعة في شمال إفرقيا وتضع تبعا لذلك الموسم الفلاحي على كف عفريت. وفي بلاغ لها أمس خصت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة الجزائر بتحذيرات من "الجراد الصحراوي" الذي شرعت أسرابه في التكاثر في مناطق جنوب غرب البلاد على ضفاف وادي درعة في الحدود بين المملكة المغربية والجزائر، إضافة الى مناطق في الصحراء الغربية وموريتانيا ودعت ال«فاو" إلى احتواء هذه الأسراب بمواجهتها في هذه الفترة قبل أن يشتد عود "اليرقات" وتغدو جرادا لا يبقي ولا يذر المحاصيل التي يمر عليها. وحسب "فاو" يلزم التعاون بين الجزائر وجيرانها الغربيين في المغرب وموريتانيا، لمنع تشكل أسراب الجراد الصحراوي الذي يعد تهديدا حقيقيا للمحاصيل الزراعية، خاصة أن أسرابه تحتوي على مئات الملايين من هذه الحشرة الطائرة. وبإمكان الجراد الذي يوصف ب«الحاج" بسبب المسافات الطويلة التي يقطعها، أن يلتهم في الكيلومتر الواحد الذي يمر عليه السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم الواحد. وفي العادة تنشط الجزائر فرق استكشافية لتحديد مناطق تواجد الجراد سواء كان ذلك أسرابا أو بشكل منعزل في حالة يرقات أو مجنح بهدف ضمان المعالجة الميدانية المباشرة لكل نشاط للجراد على مستوى ولايات الجنوب الغربي المتاخمة للمناطق التي تنتشر فيها هذه الحشرة بموريتانيا والصحراء الغربية وبعد تشكل أسراب من الجراد بهذه الدول فإن أعداد منها من ذوات الأجنحة تتمكن من تجنب عمليات المعالجة والتسلل والتنقل بالتراب الوطني حيث تشرع في دورات جديدة للتكاثر خلال الفترة الربيعية ودعت الفاو الجزائر الى إعادة تنشيط الجهاز الوقائي لمراقبة تسلل الجراد الجوال التابع للمعهد الوطني لحماية النباتات إضافة الى خلايا اليقظة التي تتشكل من أشخاص مؤهلين قادرين على تقديم معطيات ذات مصداقية حول أي ظهور للجراد ويتشكل هذا الجهاز من مجموع الفاعلين المتدخلين في مكافحة الجراد الصحراوي الجوال لاسيما المصالح الفلاحية والغابات والمعهد الوطني لحماية النباتات والحماية المدنية لولايات أقصى الجنوب وجنوب الوطن من خلال إقحام الفلاحين والمجتمع المدني.