تقليص مدة مناسك الحج بداية من العام المقبل يكشف المدير العام لديوان الحج والعمرة يوسف عزوزة، في حواره مع "البلاد"، عن مجمل القرارات الجديدة التي اتخذها الديوان بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية، كما تطرق محدث "البلاد" إلى آخر التحضيرات الخاصة بالحج، بقوله إنه تم منع الوكالات السياحية من بيع تأشيرات الحج والعمرة لوكالة أخرى، والتلاعب بالتأشيرات. وستتعرض كل وكالة تخالف دفتر الشروط وتبيع التأشيرات لعقوبات تصل لحد الإقصاء لموسمين. وربط الديوان إمكانية نشاط الوكالات المقصية التي تجاوزت 50 وكالة من تنظيم موسم العمرة لعقد توثيقي تبرمه مع أي وكالة مرخصة، وذلك حفاظا على نجاح الموسم الذي سجل لحد أمس 253 ألف و793 معتمر، محققا بذلك أكبر نسبة منذ سنوات.كما كشف المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، عن أن عملية إقصاء الوكالات المعتمدة من تنظيم موسم الحج والعمرة جاء لإخلالها بدفتر الشروط الذي يعطي الديوان حق سحب الرخص من الوكالة التي لا تؤطر زبائنها، موضحا في تصريحه ل"البلاد" أن الإقصاء جاء بعد استنفاذ الطرق القانونية مع الوكالات المعنية وذلك بإخطارها بالتأخر المُسجل على مستواها قبل أُسبوعين من انتهاء المهلة المُحددة في دفتر الشروط، لاسيما أنها لم توف بالتزاماتها بدفع قيمة الضمان للجانب السعودي، كما تم إبلاغ أصحاب هذه الوكالات كتابيا وشفهيا، أما الوكالات التي لها أعذار مقبولة ومنطقية فإنها لا تتعرض للإقصاء. وأضاف المتحدث أن الديوان وحفاظا على الموسم وعدم إلحاق أضرار بهذه الوكالات "العاجزة" فقد عمد إلى منحها فرصة التنسيق مع وكالات معتمدة ومرخصة عبر عقد توثيقي وتعمل معها بالمناولة، حيث يعد هذا الأمر استثنائيا، لكنه أكد في المقابل أنه ممنوع التلاعب بالتأشيرات خارج القانون، حيث يمنع على أي وكالة غير مرخصة بيع تأشيراتها لوكالة أخرى إلا بعقد توثيقي، وفي حال تم تسجيل مثل هذه التجاوزات فإن الوكالة المرخصة ستعرض نفسها لعقوبات، ويتم إقصاؤها لمدة سنتين.من جهة أخرى، نفى عزوزة أن يكون إقصاء هذه الوكالات التي بلغت 50 وكالة من شأنه أن يؤثر على الموسم، لاسيما أن عدد الوكالات المعتمدة هذا العام تجاوز العدد الذي كان معمولا به، وأضاف بأن الديوان حينما رفع عدد الوكالات السياحية المرخصة وضع في حسبانه وقوع مثل هذا العجز لدى بعض الوكالات خاصة الجديدة منها، وأكد المتحدث أن 44 وكالة فصل بشأن إقصائها وتنظر أن يسحب الديوان الوطني للحج والعمرة الترخيص من 6 وكالات سياحية أخرى قد تواجه نفس المصير، حيث تبين بعد المراسلات أنها لم تدفع مبلغ الضمان ولم تباشر أي عقود رسمية أو إجراءات خاصة بعمليات الحجز لفائدة المعتمرين، وأضاف المسؤول الأول عن الديوان أن مصالحه تتابع عن كثب عمل الوكالات، لاسيما أنه تم تجنيد فرق مراقبة في البقاع، وفي الفنادق وهذا لرصد مدى التزامها بدفتر الشروط المحدد، وأن تسجيل أي مخالفات من شأنه أن يعرض هذه الوكالات للعقوبات، لافتا إلى أن كل هذه الإجراءات تهدف إلى خلق منافسة شفافة خدمة لزوار بيت الله. وكشف المتحدث أن ضبط عمل الوكالات جعل موسم العمرة يسجل أرقاما قياسية، حيث بلغ عدد المعتمرين لغاية يوم أمس أزيد من 253 ألف و793 معتمرا، وهو رقم تجاوز بكثير الأرقام المسجلة في السنوات الماضية، حيث أن زمن التقشف لم يؤثر بتاتا على الموسم، على غرار ما كان متوقعا، واصفا الموسم لحد الساعة واستنادا للتقارير اليومية بالناجح، لاسيما أن الوكالات خلقت بينها تنافسا "شفافا في العروض". وفي سياق آخر، أوضح عزوزة أن المفاوضات مع الطرف السعودي بشأن تقليص مدة الحج لم تفض هذه السنة إلى ما كان مرجوا بتقليصها إلى 17 يوما، حيث تم الاتفاق مع هيئة الطيران المدني والجانب السعودي على تقليص جزئي "تدريجي"، حيث ستكون الرحلات بين 28 و30 يوما فقط، على أن يتم تطبيق قرار التقليص العام المقبل.