لعل أن وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، يعد الشخصية الأكثر اثارة للجدل وسط الرأي العام الجزائري في الوقت الراهن، خصوصا مع زياراته التي قادته للعديد من زوايا الوطن، وهي الزيارات التي ما تزال لحد الآن "لغزا" لم يفهم هدفها ولا مغزاها بعد، وأضحت التحليلات متباينة حولها بين من يراها عادية ومحاولة من وزير الطاقة الأسبق لإسترجاع حضوره وسط الشعب الجزائري بعد الحملة التي تعرض لها خلال السنوات الماضية والتي يقول بشأنها بأنها جاءت نتيجة "تقارير مغلوطة ومفبركة" و "مؤامرة ضده" وبين آخرين رأوها محاولة لتحضير نفسه لتولي مسؤوليات و مناصب رسمية رفيعة، خصوصا وان الرجل يكرر في مختلف تصريحاته كلمته الشهرة "أنا مستعد لخدمة بلادي". وبعد كل هذا الغموض الذي لفّ زيارات شكيب خليل إلى الزوايا، أقدم وزير الطاقة الأسبق على تدشين صفحة رسمية له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أين ينشر بشكل مكثف مختلف انجازاته و أعماله خلال فترة توليه وزارة الطاقة والمناجم، وحتى لمّا كان على رأس مناصب أخرى منها مناصب في شركة سوناطراك و في البنك العالمي و في منظمة الأوبك وكمستشار لشركات أمريكية وغيرها من المناصب الكثيرة التي مرّ عليها الرجل. وكان النشر عبر صفحة شكيب خليل يقتصر طوال فترة انشائها منذ عوته للجزائر في الترويج لانجازات سابقة و بعض صور وفيديوهات زياراته لزوايا الوطن، غير أنّ الملاحظ أنّ هذه الاستراتيجية بدأت تتغير لدى شكيب خليل، فقد عرض عبر صفحته الرسمية 4 مقاطع فيديو خاطب من خلالها متابعيه عبر صفحة "الفيسبوك" ب 4 لغات وهي العربية و الفرنسية و الانكليزية و الاسبانية. الملاحظ كذلك في فيديوهات شكيب خليل الجديدة أنّه يعرض نفسه بشكل رسمي ويقول أنه مستعد لمناصب المسؤولية وأنه "على قدها وقدود" كما تقول العبارة العربية الشهيرة، فشكيب خليل يقول في المقطع المنشور باللغة العربية: "أود أن نشتغل معا" وهذا يعني ان شكيب خليل يعرض خبراته وقدراته لخدمة الجزائريين. شكيب خليل يضيف في نفس الفيديو قائلا: "من أجل أن تتطور الجزائر في أمن وأمان وفي إطار ترقية اقتصادية متواصلة ومستدامة"، ولعل من يقرأ مثل هذا الكلام يتبادر إلى ذهنه شعارات الحملات الانتخابية و برامج السياسيين في الاستحقاقات الكبرى. شكيب خليل لم يتوقف هنا فقط بل أعطى ضمانات للمواطنين الجزائريين بأنه سيكرس ثقافة التضامن الوطني حين قال "وتضامن مع كل المواطنين المحتاجين". ولعل أن خرجات وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل تخفي الكثير من التفاصيل غير المعروفة، وإلى حين أن يخرج خليل في فيديو آخر يكون اكثر وضوحا وصراحة، يبقى شكيب خليل مثيرا للجدل بين الجزائريين.