اقتربت أسعار خامات برنت"خام القياس بالنسبة للبترول الجزائري"، من أن تلامس عتبة سعر ال 50 دولارا عندما تم تداول عقودها اليوم في بورصة لندن بسعر بلغ 49,38 دولارا للبرميل، قبل أن ينخفض بضع سنتات رغم استمرار تعطل الإمدادات النفطية من نيجيريا وكندا، وهو السبب المباشر لهذه الاستفاقة المفاجئة في أسعار النفط، حيث وجدت أسعار النفط في الأسابيع الماضية دعما لأسعارها بعد التوقف غير المتوقع لنحو مليوني برميل يوميا من الإنتاج في نيجيريا وكندا. لكن محللين حذروا من أن زيادة الإمدادات من دول أخرى من بينها إيران قد تؤثر سلبا على الأسعار فور انحسار حالات تعطل الإنتاج. وتبحث الجمهورية الإسلامية في إيران استغلال كل الفرص والثغرات للعودة بصادراتها النفطية إلى مقدمة الدول المصدرة للبترول، وبعد عقوبات دامت طويلا أظهرت بيانات من إيران أن الصادرات الإيرانية تتعافى بوتيرة أسرع مما توقع المحللون. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر مطلع على خطط البلاد لرفع صادرات الخام، أن صادرات النفط الإيرانية تتجه للارتفاع في شهر ماي إلى 2.1 مليون برميل يوميا أي أعلى بنحو 60 بالمائة عما كانت عليه قبل عام مع عودة الشحنات الأوروبية إلى نصف مستواياتها تقريبا قبل فرض العقوبات. في مقابل ذلك، أظهرت أرقام رسمية أن صادرات النفط الخام السعودية تراجعت قليلا إلى 7.541 مليون برميل يوميا في مارس من 7.553 مليون في فيفري. وبين انخفاض الإنتاج في السعودية ونيجيريا وكندا وارتفاعه في إيران، تأتي الأخبار السعيدة من الولاياتالمتحدة، أين يبدو أن شركات استخراج النفط الصخري هناك تتجه لخسارة المعركة بعد أن أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أول أمس، أن مخزونات النفط الخام في الأسبوع المنتهي يوم 13 ماي قد انخفضت بمقدار 1.1 مليون برميل إلى 541.9 ملايين برميل. ويعيد ما يحدث إلى الأذهان توقعات وزير الطاقة والمناجم الأسبق شكيب خليل حينما صرح للإعلام غداة عودته إلى الجزائر أن الأسعار ستعرف تحسنا في الثلث الأخير من السنة الجارية مدفوعة بعودة قوية للطلب مع تراجع التخمة في المعروض، ذلك أن ضغط الأسعار الحالية سيؤدي في النهاية بشركات النفط الصخري في أمريكا والمنتجين في الدول التي يستخرج منها النفط بتكلفة عالية إلى خفض الإنتاج وفسح المجال أمام الأسعار لتستعيد توازنها.