طرح عدد من الأدباء والشعراء قضية تراجع المقروئية وواقع الحركة الأدبية في الجزائر، وأجمع هؤلاء على أن هناك مسافة كبيرة و"هوة" بين القارئ وما يكتب، وقال الروائي محمد ساري إن هناك أزمة خاصة في الإبداع تطرح منذ سنوات، سببها المسافة الموجودة بين لغة الكتابة واللغة الشفهية، حيث إن كل الفنون الشفهية التي تنتج في الوطن العربي وعلى رأسها المسرح والسينما تنتج باللغة العامية ما يجعل المجتمع العربي بعيد عن اللغة الفصحى وهي لغة الكتابة وأضاف ساري أن نسبة مبيعات الكتب تراجعت لهذا السبب. وأضاف محمد ساري في سياق حديثه عبر إذاعة "البي ي سي" أن الأدب الجزائري نشأ "وطنيا" وبقي كذلك ما عدا بعض المحاولات الجديدة التي تحاول التخلص من هذا الإطار الذي كرس ارتباط الأدب بالسياسة فكان الكاتب يحمل هم الكتابة عن الوطن وتفاعل مع كل الفترات التاريخية التي مرت بها الجزائر باللغتين العربية والفرنسية حتى أصبح الأدب الجزائري لا ينظر إليه على أنه أدب وانتهى بل هو خطاب حامل لهموم الجزائر ناقدا ومحتجا ورافضا لكل ما هو غير مقبول. من جهتها قالت الشاعرة والروائية ربيعة جلطي أن القراءة لم تعد منتشرة في العالم بأسره وليس في الجزائر فحسب أو الوطن العربي، حيث إن هناك شعور بالألم لهذا التراجع وإن كانت الدول المتقدمة تتعامل مع الموضع بطريقة ذكية لتعالج هذه الظاهرة التي نعجز تقول جلطي نحن العرب عن مواجهتها حيث يعملون تواصل جلطي على إشاعة القراءة في المدارس واستقبال الكتاب من كل الجنسيات وفتح مجال الاحتكاك بين كل الشرائح وبمختلف الأعمار، وأرجعت سبب هذه الأزمة إلى انصراف المنظومة التربوية عن الأدب الحديث وتكريس نفس الأسماء من رواد الأدب الكلاسيكي وإن كان هذا ليس عيبا تضيف جلطي لكن هذا افقد الأدب الحديث انتشاره. أما الشاعر إبراهيم صديقي فيرى أن الشعر أصبح من الشاعر وله، وانحصر في مجموعة النخبة بشكل كبير، مشيرا إلى تراجع انتشار الشعر مقارنة بالسابق، وقال إن المشكلة تنحصر في "الصورة" لان مضمون اللغة لم يعد يمتع القارئ فسابقا كانت متاحة.