قال محمد ساري في إجابة منه عن سؤال "الجزائر الجديدة" حول سبب ارتفاع المقروئية لدى قراء اللغة الفرنسية عن قراء اللغة العربية، أن الإشكال موجود على مستوى القارئ، موضحا أن القراء باللغة العربية موزعون في مجالات مختلفة وصولا إلى الروايات العربية. وتابع الدكتور ساري، أنه بالمقابل فإن القارئ باللغة الفرنسية لا يقرأ إلا الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية، وقليلا ما يقرأ الرواية الفرنسية والعالمية، فهو يقرأ تاريخ الثورة ولكن لا يقرأ كل ما يصدر في العالم العربي. وأضاف ساري في سياق متصل أن الكتب باللغة الفرنسية لا تحظى بالمقروئية التي يروج لها، فهناك ألف نسخة لا يباع منها إلا القليل، باستثناء كتب ياسمينة خضرا. وتابع الدكتور، بأن الجزائريين لم يتعودوا على القراءة بصفة عامة، فنحن شعب شفهي ريفي، وعندما انتقلنا إلى المدينة وجدنا وسائل شفهية أخرى على غرار التلفزيون، الاذاعة، الهاتف، والإنترنت أيضا. عدد الروايات مؤشر جيد لمستقبلها وفي الحديث ذاته، أكد الدكتور ساري أن سنة 2013 قد عرفت صدور روايات كثيرة البعض منها كتب لأول مرة، مرجعا السبب إلى وصول الكثيرين إلى مقاعد الجامعة، وكذلك سهولة النشر بفضل توفر حوالي 263 دار نشر، مشيرا أن عدد الروايات مؤشر جيد لمستقبل الرواية وكذا اللغة العربية في الجزائر. الترجمة بحاجة إلى احترافية وثقافة المترجم وعن ما تفقده الرواية من روحها بعد الترجمة، أشار ساري أن كل ترجمة خيانة، فالخطاب الروائي يحمل أوجه متعددة ويحمل صور شعرية وبلاغية بحاجة إلى احترافية وثقافة المترجم لكي يفهم المواقف وينقلها كأن نقول "جزاء سنمار" يدعونا إلى العودة إلى القواميس لمعرفة هذه الشخصية، مضيفا أنه لكل لغة قوالبها وصيغ خاصة بها فهي عبارة عن مقوم ثقافي كما أن اللغة الأدبية مشحونة بالتاريخ الثقافي. ترجمات المغاربة ترقى للمستوى الجيد وعن الإشاعات التي تقول أن المغاربة لا يحسنون اللغة العربية عند الترجمة، نفى الدكتور محمد ساري في ذات الحديث ل "الجزائر الجديدة" أن يكون ذلك صحيحا، مضيفا أن المغاربة يحسنون جيدا اللغة الفرنسية لذلك هم لا يبتعدون كثيرا عن النص الأصلي، مشيرا أن الترجمة لا تعني فقط إتقان لغة الاستقبال بل أيضا إتقان لغة الانطلاق، مؤكدا أن المغاربة قد ترجموا الكثير من الكتب الجيدة وفي المستوى.زينب بن سعيد