أثار التوجه الجديد لحركة النّهضة التونسية في مؤتمرها العاشر، بالتوجه نحو الفصل الكامل بين "السياسي" و«الدعوي"، نقاشا حادا لدى الأحزاب الإسلامية الجزائرية، خاصة حركة مجتمع السلم، ما دفع ببعض القيادات لتشير إلى أنه من غير المستبعد أن تتجه "حمس" نحو هذا النهج من العمل ولكن ضمن شروط واضحة.وكتب القيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، في الموقع الرسمي للحركة يقول إن رئيس "حمس" الحالي عبد الرزاق مقري كان حسبه كان سباقا لطرح الفكرة غير أنه تعذر تجسيد ذلك في الجزائر نظرا ل«الظروف الاستثنائية، وحالة الاستقطاب الحاد التي عرفتها الحركة بعد وفاة الشيخ المؤسس محفوظ نحناح". وأوضح حمدادوش في مرافعته حول أن "حمس" كانت السباقة في طرح الفكرة التي لم تتجسد لأسباب موضوعية وأخرى ذاتية، أن مقري في كتابه المعنون "البيت الحمسي.. مسارات التجديد الوظيفي في العمل الإسلامي" الذي ترشح به لرئاسة الحركة سنة 2013، طرح فيه العديد من المشاريع منها ما يتعلّق بالتجديد الوظيفي في العلاقة بين السياسي والدعوي و"ترحيل الوظيفة الدّعوية والتربوية مستقبلا إلى مؤسسةٍ من مؤسسات المجتمع المدني في إطار التمييز والتّخصّص الوظيفي بعد النّضج والاطمئنان عليها". و وضع مقري حسب حمدادوش بعض الشروط لهذا الانتقال وهي إنّ الحركة تساعد على خدمة وتطوير المجتمع المدني، ولا تقوم بهذه الوظائف بنفسها كحزبٍ سياسي، وهي تتّبع في ذلك "نظرية الحبل السّري" مثل الأم مع جنينها، فالمشاريع تنضج في الرّحم، ثم يُقطع حبلُها السُّرّي إداريا وتنظيميا بالتأسيس الرسمي والقانوني والعلني، مع المرافقة والمتابعة "لتكون هديةً للمجتمع ووَقْفًا للشعب الجزائري". وأكد القيادي في حمس بما لا يدع مجالا للشك أن الحركة تتجه نحو الفصل بين ما هو سياسي ودعوي، مؤكدا أن مجلس الشورى الوطني في أول دورة عاديةٍ له سنة 2013 صادق على الخطة الخماسية، والتي تضمّنت هذه المشاريع "وهي الآن مبثوثةٌ في البرامج السّنوية، ومشاريع الأمانات الوطنية، والمستهدفات الولائية والبلدية". مضيفا "وهي ليست مساحاتٌ تنظيرية، بل هي الآن مشاريعٌ عملية في مؤسسات تخصّصية عبر مسارات المجتمع المدني". للإشارة، تشهد حركة مجتمع السلم العديد من النقاشات في هذا الاتجاه، بين رافض وداعم، خاصة من طرف الفئات الشابة، التي كثيرا ما تستدل بالعديد من التجارب في بعض الدول وعلى رأسها تركيا وأخيرا تونس، غير أن الرافضين لهذا التوجه كثيرا ما يحتجون بالتباس هذا التحوّل الاستراتيجي بالخلفيات الفلسفية للائكية والعلمانية.