أكدت نقابات التربية أن أجهزة التشويش التي نصبتها وزارة التربية، بالتنسيق مع البريد والأمن، لا تغطي جميع مراكز الامتحانات وهو ما سيرشح احتمال تكرار سيناريو الغش عن طريق تقنية الجيل الثالث خلال امتحانات البكالوريا المقررة ابتداء من الغد. وقال عبد الكريم بوجناح، رئيس نقابة اس ان تي يو، إن أجهزة التشويش التي نصبتها وزارة التربية الوطنية، بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال وكذا الأمن الوطني، لا تغطي إلا 50 مترا مربعا وهو ما يعادل قسم ونصف وهو ما يرجح احتمال تكرار سيناريو الغش عن طريق تقنية الجيل الثالث. وأكد المتحدث أنه كان على الوزيرة التركيز على الجانب التحسيسي أكثر لمحاربة ظاهرة الغش من خلال العمل على توفير الراحة النفسية للتلاميذ، علاوة عن تجنيد الأساتذة لمحاربة كل أشكال هذه الظواهر. ودعا بوجناح، أمس، في تصريح ل"البلاد" الأساتذة لاتخاذ الحيطة والحذر، لأن أجهزة الهاتف ستكون شغالة وبالتالي عليهم بالوقوف بالمرصاد لأي محاولة غش لضمان فرص النجاح للتلاميذ. واتهم عبد الكريم بوجناح، المؤطرين، ب"التواطؤ" في عمليات "الغش" في امتحانات نهاية الطور المتوسط، مؤكدا على "ضرورة إحالتهم على مجلسِ التأديب"، مضيفا أنه "يتوجب على وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التحرك ووضع الحد لما وصفه ب«المهازل والفضائح" التي أصبحت تستهدف قطاع التربية في الجزائر، في إشارة منه إلى حالات "الغش" التي تشهدها الامتحانات الرسمية كل سنة، قائلا "الوزارة وحدها لا يمكن أن تحارب الغش إذا كان من يساعدون التلاميذ على الغش ينتمون إلى الأسرة التربوية". ورغم اعتراف بوجناح أن "حالات الغش هذه السنة انخفضت مقارنة بالسنوات الماضية، لكن يبقي هذا المشكل هاجسا كبيرا بالنسبة لوزارة التربية التي يجب عليها أن تضرب بقوة كل من يريد أن يجعل المنظومة التربوية كمؤسسة يتخرج منها إطارات بالغش". من جهة أخرى، أبدت بعض نقابات التربية على غرار نقابة" الأنباف" تحفظها على تفتيش التلاميذ قبل الدخول للامتحان، داعية وزارة التربية الوطنية والجهات المختصة إلى توفير وسائل تقنية حديثة في التفتيش من أجل الكشف عن أية وسيلة يمكن أن يستعملها التلميذ في الامتحان، وأكد مسعود عمراوي، المسؤول الإعلامي للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أن الامتحانات كانت في "متناول التلميذ المتوسط"، مشيرا إلى صعوبة بعض المواد وسهولة المواد الأدبية كاللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية المدنية.