شيعت عصر أمس الأول الخميس، في جو جنائزي مهيب مصحوب بأجواء الحزن والأسى، التي خيمت على أهل مدينة قايس بخنشلة، حضرته إلى جانب، سكان المدينة خاصة وسكان المدن المجاورة عامة، السلطات المدنية والعسكرية بولاية خنشلة يتقدمها والي الولاية، حيث شيعت جنازتا الضحيتين (بلعلمي وبلحفصي) اللذين قتلا خلال المواجهات الدامية التي اندلعت صباح الأربعاء الماضي، بين قوات الدرك الوطني ومجموعة من الشباب الغاضب. وذلك بمقبرة دوار عرش أولاد أزرارة التابع إقليميا لبلدية الرميلة، حوالي 35 كلم شمال مقر دائرة قايس. بعد نقل جثمانهما من مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي بن فليس التهامي بولاية باتنة، عقب عرضهما على طبيب شرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة، وباتجاه المقبرة مباشرة دون المرور أو الدخول بهما إلى مدينة قايس، وبالتحديد إلى حي البساتين وحي الأمير عبد القادر، مقر إقامة الضحيتين تفاديا لتصعيد التوتر والغضب الشباني، وهي النقطة التي جعلت مراسيم الجنازة تتأجل إلى عصر الخميس، بعدما برمجت بعد صلاة الظهر مباشرة. هذا وقد قدمت مختلف السلطات المحلية، عسكرية ومدنية، التي تتابع الأحداث عن قرب، باهتمام وقلق كبيرين، تعازيها الخالصة لعائلتي "بلحفصي وبلعلمي"، بالإضافة إلى تنقلها للاطمئنان على صحة الجرحى بمستشفى قايس والعيادة الكبرى بعاصمة الولاية، في الوقت الذي يحاول فيه عدد كبير من الأعيان والمجاهدين وكبار المنطقة رفقة المنتخبين والسلطات، توقيف العنف وأعمال الشغب، لاسيما المواجهات المندلعة بين الحين والآخر بين الشباب وقوات مكافحة الشغب من خلال بذلها لمساعي كبيرة من أجل الدعوة إلى التعقل وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي. خلّفت قتيلين وأكثر من 35 جريحا وخسائر مادية معتبرة الهدوء يعود نسبيا إلى قايس بعد يومين من المواجهات.. بعد أكثر من 48 ساعة من أعمال العنف والتخريب وكذا المواجهات الدموية التي اندلعت ما بين مجموعات من الشباب ومختلف وحدات الأمن - شرطة ودرك - بمدينة قايس، عاد الهدوء صباح أمس الجمعة، نسبيا إلى وسط المدينة بعدما تواصل إلى غاية الساعات الأخيرة من نهار الخميس الماضي، عقب نشوب مواجهات قادتها مجموعات من الشباب الغاضب ضد قوات الأمن وكذا مقر فرقة الدرك الوطني بحي 17 جوان، بالإضافة إلى كل من حي الدشرة العتيق ورقعة سيدي ناجي اللذين عرفا توترا كبيرا بعد مباشرة الجهات الأمنية عملية الاعتقال في صفوف المتورطين في هذه الأحداث، التي أسفرت على تسجيل أكثر من 20 جريحا منهم 07 إصابات سجلت وسط صفوف قوات الدرك الوطني وعشرة إصابات مماثلة في صفوف رجال الأمن - عناصر مكافحة الشغب - بعد توغلهم وسط المدينة التي كانت مسرحا لانطلاق وتجمع الشباب الغاضب في محاولة منهم لإنهاء مسلسل الأحداث، بالإضافة إلى الإصابات التي سجلت في بداية الأحداث مقتل شخصين وجرح 10 آخرين نقلوا جميعهم على جناح السرعة إلى مستشفى قايس وتم ساعتها وضع 07 منهم تحت الرقابة الطبية. هذا وقد صاحب الهدوء النسبي والحذر الذي يسود المدينة تحرك واسع للأعيان والمنتخبين المحليين على رأسهم رئيس المجلس الشعبي البلدي ومجاهدي المنطقة وكذا ممثلي الأحياء والمجتمع المدني من أجل إعادة الهدوء والاستقرار وتجاوز ما حدث حفاظا على المنطقة وسد الطريق في وجه الأطراف التي أرادت أن تجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه. اعتقال أكثر من 50 شخصا بقايس.. باشرت يومي الخميس والجمعة الماضيين، عناصر حفظ النظام التابعة لوحدات التدخل السريع للأمن الوطني وقوات مكافحة الشغب للدرك الوطني، جملة الاعتقالات وسط الشباب الغاضب بمدينة قايس التي عرفت أحداث شغب عارمة ومواجهات عنيفة منذ صباح الأربعاء الماضي، مباشرة بعد إعلان خبر وفاة الشاب (بلعلمي فاتح - 31 سنة) الذي تلقى رصاصة أطلقها أحد عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بقايس عند حاجز أمني ثابت وضع عند المدخل الشرقي لمدينة قايس على الطريق الوطني رقم 88 الرابط بين خنشلةوباتنة، بعد رفض صاحب السيارة التي كان على متنها الضحية رفقة شخصين آخرين التوقف والخضوع للمراقبة العادية، والتي أسفرت كذلك على مقتل شاب آخر (بلحفصي سفيان - 31 سنة) بعد تلقيه لأربع رصاصات، إثنتان على مستوى القلب وواحدة بالبطن وأخرى في الفخذ الأيسر، بعد استعمال عناصر الدرك للذخيرة الحية والمطاطية أثناء هجوم شنّه الشباب الغاضب على مقر الفرقة، بالإضافة إلى جرح 10 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 13 و32 سنة نقلوا جميعا إلى مستشفى قايس. وذكرت صباح أمس الجمعة، مصادر أمنية "للشروق اليومي" أن جملة الاعتقالات التي شنتها مختلف مصالح الأمن على خلفية الأحداث على مستوى عدة أحياء منها الحي العتيق الدشرة، حي 17 جوان، الشارع الرئيسي وحي البساتين... قد أسفرت على توقيف 47 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 14 و35 سنة، وذلك بتهمة الإخلال بالنظام العام والتخريب العمدي لأملاك الغير وممتلكات عمومية وكذا الاعتداء على رجال القوة العمومية والتجمهر غير المرخص، حيث تم إطلاق سراح 20 منهم، كونهم قصّر، عقب تدخل أعيان المدينة لدى مصالح الأمن ووضع البقية رهن الحبس الاحتياطي، في انتظار تقديمهم لاحقا أمام الجهات القضائية، كما أضافت المصادر الأمنية أن قوات الدرك الوطني هي الأخرى اعتقلت 06 أشخاص آخرين بنفس التهم خلال تدخلها فور اندلاع الأحداث صباح الأربعاء الماضي، على أن يتم تقديمهم لاحقا أمام الجهات القضائية للنظر في أمرهم. مامن. ط