استلم 300 مستفيد من سكنات عدل، مفاتيح وعقود شققهم الكائنة بحي عين مالحة ببئر خادم، وبحضور عدّة وزراء على رأسهم وزير الداخلية نور بدوي، حيث كانت الانطلاقة في تسليم مفاتيح عدل1، بدفعات وحسب انتهاء أشغال الورشات، على أن تستمر العملية إلى غاية نهاية السنة الجارية، في الوقت الذي أكّد مسؤول القطاع أن عملية تسليم المفاتيح ستنتهي مع نهاية 2016، ويمكن للمستفيدين الحصول على وثيقة التخصيص وعقد البيع بالإيجار كإجراء جديد للوكالة. بعد معاناة شاب فيها الولدان، وطول أمل كبر في كنفه الأبناء قبل أن يشيخ فيها الآباء، استلم بعض مكتتبي عدل 2001، سكناتهم، التي قدّموا ملّفاتها شبابا، واستلموا مفاتيحها شيبا، بعضهم قطع أواصر الأمل في حصوله على سكن، والبعض الآخر بقي ينتظر إلى آخر نفس فيه، غير أن الحلم تحقّق ولو بعد حين، وأكّد أغلب المستفيدين أن أحلامهم في الحصول على سكنات قد تحققت رغم تأخرها، إلا أن الأمر قد تحقق. عين مالحة تتحوّل إلى "قِبلة" مستفيدي سكنات عدل كانت الأمور على غير عادتها بمنطقة عين مالحة، أين كان التحضير لتقديم مفاتيح سكنات عدل قائمة على قدم وساق، عائلات كثيرة في الانتظار، آباء وأمّهات وأبناء وحتى أحفاد، الكل ينتظر بشغف، وتحت وطأة أشعّة الشمس دون مبالاة، فالحدث -حسبهم- جلل، ويستعدي تضحية أخرى في ذلك اليوم كتلك التضحية التي قدّمت على مدار 16 سنة، كان المكان مطوّقا بعناصر الأمن من شرطة ودرك وطني وبحضور عناصر الحماية المدنية، لا مكان لركن السيارات فالموقف ممتلء عن بكرة أبيه، الكل وراء الأشرطة ينتظر حضور المسؤولين لتدشين موقع السكن الجديد الذي يحتوي على 1500 سكن، وكانت أغلب التحضيرات قد تمّت في اليوم السابق لإجراء العملية، غير أن الموقع كان يعاني من نقائص عديدة، سيتم استكمالها في الأيام القليلة القادمة، خصوصا بعد دخول المكتتبين إلى ديارهم. قدّموا الملف "شبابا" واستلموا المفاتيح "شيوخا" أغلب الذين كانوا حاضرين لاستلام مفاتيحهم، كانوا كبارا في السن، ولكن في وقت ليس ببعيد، كانوا هم كذلك شبابا، البعض منهم قدّم ملف سكن عدل منذ 16 سنة، كان خلالها أعزبا، واليوم جاء لاستلام مفتاح شقّته، ومعه ابن، نعم، ابن كبر على وعود سكنات عدل وهو مقبل على امتحانات شهادة التعليم المتوسّط، بعضهم كان أسود الشعر، استلم المفتاح وهو أبيض الشعر أو أقرع، بعض النساء كنّ عازبات حين تهافتن على تقديم ملفات سكنات عدل، واستلمن المفاتيح من طرف مسؤولي الدولة وهنّ أمّهات، بل وحتى الأطفال الصغار صاروا يعرفون أدق التفاصيل على سكنات عدل، أشطر الدفع، الصيغة، بل وحتى كيفية دفع المستحقات. خيمة كبيرة لتقديم مفاتيح السكنات مع العقود والزغاريد تصنع الحدث لم تكن الأمور لتسير بطريقة حسنة لولا تنصيب وزارة السكن لخيمة كبيرة اجتمع فيها بعض الذين استفادوا من مفاتيح سكناتهم، الكل كان مجنّدا لهاته اللحظات "التاريخية"، خيمة مملوءة عن آخرها بالرجال والنساء والشيوخ والأطفال، الكل يتربّص لحظة وصول المسؤولين، وبعد ما يقارب الساعتين، وصل مسؤول قطاع السكن عبد المجيد تبون، رفقة وزير الداخلية نور الدين بدوي، ووزير النقل بوجمعة طلعي وكذا وزير التضامن والأسرة مونية مسلم، وحتى والي العاصمة زوح كان حاضرا إلى جانب مدير وكالة عدل وبعض القيادات في الدرك الوطني والشرطة، وتفقّد كل من بدوي وتبون السكنات التي تمّ تجهيزها لتوزيعها، بعد ذلك توجّه الكل إلى الخيمة التي شهدت لحظات فرحة عارمة لأغلب الحاضرين، حيث قدّم المسؤولون مفاتيح السكنات مع العقود لبعض المستفيدين، في أجواء فرح كبيرة ممزوجة بزغاريد كبيرة ودموع أكبر، لم يُعرف هل هي دموع فرح أو طول أمد.