حزب جبهة الشباب الديمقراطي: "أئمة جزائريون تحولوا إلى أقطاب للشيعة في إيران" فتحت السلطات الأمنية تحقيقات واسعة في كتابات حائطية تشيد بالتيار الشيعي في ولايات عنابةوسطيف وخنشلة وباتنة. وجاء تحرّك المصالح المختصّة بعد التبليغ الذي تلقته من مواطنين تفاجأوا بنشر تلك العبارات على الجدران مع بداية شهر رمضان المبارك. وتشتبه المصالح الأمنية الجزائرية في وجود "خلايا سرية للمذهب الشيعي في البلاد، خصوصاً بعد أن تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن وجود تحركات لأنصار المذهب الشيعي في بني دوالة في منطقة القبائل وعدد من مساجد ولايتي أم البواڤي ووهران. وسارعت السلطات المحلية بأوامر من الولاة إلى مسح "الكتابات الطائفية الاستفزازية" عبر طلائها، فيما أسدت وجّهت وزارة الشؤون الدينية تعليمات إلى مفتشي المساجد والأئمة بغرض التحسيس من خطورة بعض التيارات على غرار"التشيّع" و«السلفية" على المرجعية الدينية للبلاد. وكشف مصدر أمني مطّلع ل«البلاد" أن التحقيقات الأمنية امتدت أيضا إلى فضاءات الإنترنت حيث تراقب مصالح الأمن الوطني "نشاطًا لافتًا وغير مسبوق" لمجموعات شبانية على شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، منذ التصريحات التي أدلى بها زعيم التيار الشيعي في العراق مقتدى الصدر قبل أشهر". وتشتعل على الشبكة العنكبوتية، حرب ضروس بين صفحات "سلفية" وأخرى "شيعية"، حيث يقود الأولى شيوخ سلفيون حثوا أنصارهم على "التصدي لفكر الضلالة الذي يعادي أهل السنة" بينما تظهر على الثانية، أفكار تمتدح زعيم حزب الله في لبنان حسن نصر الله وإيران كقوة نووية تواجه الغطرسة الأمريكية. وأفاد المصدر ذاته بأن المصالح الأمنية تأخذ مأخذ الجد تصريحات سلفيين يتم تداولها في حلقات مسجدية ومنشورات على الفايسبوك، بشأن "توبة" جزائريين عدلوا عن الالتحاق بالمذهب الشيعي ورجعوا إلى "مذهب أهل السنة والجماعة". ولا يتردد هؤلاء في الإشارة إلى شاب من مدينة بوفاريك بالبليدة وآخر من إقليم ولاية تيبازة، إضافة إلى شاب ينحدر من الجزائر العاصمة ويزور بانتظام مجموعة شبانية تقطن بني دوالة في منطقة القبائل. وحذّرت وزارة الشؤون الدينية في إرسالية لمديري القطاع للتحرك بالتنسيق مع المفتشين والمجالس العلمية وأئمة المساجد جاء فيها أن الجزائريين "تجمعهم مرجعية دينية واحدة، غير أن هناك من يريد التشكيك في أسسها عبر هجمة فكرية وإيديلوجية تريد ضرب مختلف المرجعيات الدينية في العالم العربي والإسلامي وتهدف إلى اقتلاع الشباب من حاضنتهم الدينية والوطنية وتوجيههم إلى مفهوم تدين افتراضي". وتابعت الإرسالية التي حثت على تنظيم حملات تحسيسية وندوات علمية أن المرجعية الدينية الجزائرية "تبقى دائما قوية وتشكل صمام أمان وحصن منيع يحمي الوطن من هذه الأفكار الدخيلة بالنظر إلى اعتمادها على خطاب إسلامي معتدل وصريح وقريب من الشباب من جهة، وإلى الوعي الكبير الذي يتحلى به الشباب الجزائري المشهود له بعدم التأثر بهذه الأفكار الغريبة عن المجتمع من جهة أخرى". إلى ذلك طالب حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة في بيان له أمس بتدخل رئيس الجمهورية "لحماية المرجعية الدينية للجزائريين التي يتربص بها الخطر المذهبي". واعتبر رئيس الحزب أحمد قوراية أن "التشيّع ينذر بتمزيق النسيج المجتمعي الموحد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب". ويرى هذا الحزب السياسي أن "التيار الشيعي أضحى ينشط خصوصا في الشرق الجزائري على غرار سطيفبرج بوعريريج وباتنة وقسنطينة". وكشف البيان أن "حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة يحوز على تقارير تؤكد وجود محاولات لتشييع الجزائريين عن طريق القنوات الشيعية على غرار قناة كربلاء وقناة الكوثر، وتكوين أقطاب جزائريين وإرسالهم إلى هذه القنوات للتجميع والاستقطاب وهو ما تم بحيث يوجد العديد من الجزائريين من الأقطاب والمستبصرين كما يحلو للشيعة تسميتهم يقدمون برامج تلفزيونية ترعرعوا في الجزائر وشغلوا مناصب الإمامة في مساجدها وهم الآن من الأقطاب البارزين في إيران وعلى السلطات التأكد من ذلك". وتابع المصدر "إن هناك مخططا كبيرا لضرب المرجعية الدينية للجزائريين في الصميم إن لم يتم التدخل العاجل من طرف السلطات العليا في البلاد لمراقبة الهيئات الدينية والمساجد ونشاط هذه التيارات الدينية". وختم بلهجة تحذيرية أن "الأمر لا يتوقف عند التشييع فقط بل هناك محاولات لنشر الأفكار الجهادية في نفوس بعض الشباب من ضعاف النفوس للالتحاق بجبهات القتال في سوريا تحت ما يسمى داعش".