الحديث عن حملات التشيع يعود للواجهة أعلنت سفارة جمهورية العراق في الجزائر، عن إمكانية التقدم لغرض الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي العراقية "لأغراض الزيارة الدينية"، وذلك عن طريق التقديم على البريد الإلكتروني للسفارة. وهي القضية التي تعيد للواجهة الحديث عن التشيع في الجزائر. يبدو أن وتيرة التشيع في الجزائر تتصاعد بصورة ملفتة، في ظل غياب تام لسبل المواجهة، بينما في المقابل تحذر العديد من الأطراف من احتمال وجود مشروع متكامل يقوم على نشر التشيع عبر وسائط مختلفة، وقد يكون ذلك هو الدافع بالنسبة للسفارة العراقية لفتح باب زيارة بلاد الرافدين "لأغراض دينية". الإعلان الذي ورد على موقع سفارة العراقبالجزائر نشر في ثالث أيام شهر رمضان المبارك، مما يعني أن العراق يسعى لبعث السياحة الدينية، خاصة ما يسمى "المراقد والمزارات المقدسة" لدى الشيعة، وذلك في كل من كربلاء والنجف وسامراء والكاظمية والكوفة وكركوك. الإعلان الذي نشرته السفارة العراقيةبالجزائر، يحيل على العديد من الأسئلة، أبرزها عدد المتشيعين في الجزائر، الذي يبدو أن السفارة قد تكون تملك رقما معينا ولو كان محدودا، بالإضافة لدور السفارة في نشر التشيع، وذلك في الوقت الذي يؤكد العارفون بهذا الملف في الجزائر، أن هناك أزيد من 3 آلاف شيعي ينتشرون في مختلف ولايات الوطن. وهو الأمر الذي يعيد للأذهان تلك الصور التي تابعها ملايين الجزائريين، وذلك بمناسبة الاحتفالات التي أقامها الشيعة بمدينة كربلاء العراقية بمناسبة إحياء ما يسمى بأربعينية الإمام الحسين، في السنوات القليلة الماضية، حيث شهدت مشاركة شيعة الجزائر والذين رفعوا العلم الوطني في سماء كربلاء لأول مرة منذ بداية انتشار الشيعة في الجزائر. وهو الأمر الذي يؤكد مدى تمدد هذا التيار خلال السنوات الأخيرة، وهذا عكس ما تدعيه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي في كل مرة تقلل من مخاوف انتشار المذهب الشيعي. من جهته، قال مؤخرا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، إن هنالك "إرادة أجنبية تريد التشويش على الجزائر من خلال سعيها إلى نشر فكرة الطائفية وتقوية حركات التشيع خاصة على مستوى الولايات الحدودية الشرقية والغربية للوطن". وفي سياق متصل، أبرز أن قطاع الشؤون الدينية اتخذ جميع الإجراءات لمكافحة هذه الأفكار الدخيلة عن المجتمع، من خلال إنشاء جهاز تفتيش يتولى مكافحة هذه الأفكار ومعرفة مواقع حركات التشيع، وذلك بالتنسيق مع أجهزة مختصة، مشيرا إلى استفادة أعضاء هذا الجهاز من دورات تكوينية في القريب العاجل. وفي ظل غياب تام لسبل المواجهة الرسمية، أبدى ناشطون جزائريون على شبكات التواصل، مؤخرا، تفاعلا مع حملة لطرد الملحق الثقافي بسفارة إيرانبالجزائر أمير موسوي، لأنه كما يقولون "يسعى بقوة إلى نشر التشيع"، تحت غطاء التقارب بين البلدين في المجال الاقتصادي. ويرى البعض أنه إذا كان الخطر الشيعي القديم الذي يتصورونه بتحويل السنة إلى شيعة -يسبون الصحابة وأمهات المؤمنين ويتدينون بقتل السنة- فقط؛ فإن هذه الخطوة إنما هي الأولى، أما الثانية فستكون دموية وهي إقامة مليشيات شيعية كالتي في لبنان وسوريا واليمن، لذا يجب تغيير طريقة مكافحة الظاهرة، حيث إن التصدي لها يجب أن يكون عند بداية نشر الفكر لا لتحجيمه، وذلك بالاقتداء ببعض الدول التي أغلقت مراكز ثقافية إيرانية مخافة انتشار الفكر الشيعي.