حجب مواقع التواصل يطيح بمدير سلطة ضبط البريد والمواصلات نقلت مصادر عليمة أن الوزير الأول، عبد المالك سلال، أجرى أمس حركة تغييرات واسعة شملت قطاعات إستراتجية في سياق مساعي ضخ دم جديد في هيئات ومؤسسات عمومية، بعد التغيير الجزئي الذي مسّ عدّة حقائب وزارية خلال التعديل الحكومي الأخير. وأطاحت الحركة بمدراء هيئات عمومية في قطاعات المالية والبريد والصناعة، حيث تم إنهاء مهام المدير العام لأملاك الدولة محمد حيمور، وتنحية الرئيس المدير العام لمجمع صيدال محمد حموش وتعيين تونسي ياسين مديرا عاما بالنيابة، كما تم تنصيب كربوب حسين رئيسا لمجلس إدارة مجمع صيدال، وكذا إنهاء مهام المدير العام لسلطة الضبط للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية توفيق بسعي، الذي عزل على خلفية سوء إدارة ملف حجب مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع انطلاق الدورة الجزئية الثانية لشهادة البكالوريا. وجرت هذه التغييرات التي حضر لها الوزير الأول بعد تقارير أداء المؤسسات العمومية التي وصلته من مختلف الدوائر الوزارية، وجاءت بناء على تراجع مردودية بعض القطاعات خاصة. وتردّد أمس أن هذه الحركة ستتبع بتغييرات واسعة أخرى في سلك الرؤساء والمدراء العامين للمؤسسات والشركات العمومية، خاصة الاستراتيجية منها في قطاعات الطاقة، النقل، البنوك، حيث أحيل العديد منهم على التقاعد، فيما أنهيت مهام البعض الآخر، وذلك بهدف إعطاء نفس جديد لهذه القطاعات. وأشارت مصادر عليمة إلى أن إقالة مدير سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية جاءت بعد سلسلة انتقادات تعرضت لها وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إيمان هدى فرعون، إثر حجب الشبكات الاجتماعية. من جانبها وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، اضطرت أمس لتقديم توضيحات لوكالة الأنباء الجزائرية وأكدت ما نشرته "البلاد" بخصوص حجب المواقع في أوقات محددة فقط، بحجة حماية التلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا الجزئية، وقالت هدى فرعون إنها لم تقطع الأنترنت، بل قامت بخفض نسبة الولوج إلى الانترنت خلال الامتحان. وبخصوص الضرر الذي سببه هذا الإجراء لمستعملي شبكة الانترنت، أوضحت الوزيرة أن مستقبل المترشحين لشهادة البكالوريا "يلزمنا بالتضحية والتنازل عن بعض من رفاهيتنا الشخصية خدمة للمجتمع كافة"، واسترسلت قائلة "أنا على يقين أنه رغم ردود فعل بعض المواطنين المستائين التي نتفهمها، إلا أن الجزائريين المعروفين بحس الوطنية والمسؤولية والثائرين ضد الغش والراغبين في رؤية أطفالهم في منأى عن أي مساومة والحريصين على تكافؤ الفرص بين المترشحين، راضين عن هذه الإجراءات ويقبلون برحابة صدر حرمانهم لساعات قليلة من متعة تصفح حسابهم على الفايسبوك وغيره". وردا عن الخبراء الذين زعموا بأن حجب مواقع التواصل الاجتماعي خلال امتحان البكالوريا لم يكن مجديا لكون مستعملي الانترنت تمكنوا من استعمال الشبكات الخاصة الافتراضية VPN ، أوضحت الوزيرة أن حجب الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) من شأنه أن "يلحق أضرارا جسيمة بالتبادلات غير المحظورة على الشبكة لا سيما البريد الإلكتروني". وحسب الوزيرة، فإن "حجب الشبكات الافتراضية التي تعتبر شبكات خاصة، أي مشفرة يتم مقابل تصفية وفرز كل التبادلات المشفرة، مما سيلحق أضرارا جسيمة بالتبادلات غير المحظورة على الشبكة، لا سيما البريد الإلكتروني ولهذا فضلنا تفادي هذا النمط من الحجب".