تركيا وجهة الجزائريين رغم محاولة الانقلاب العسكري وتونس في الصدارة كشف أمس، نائب رئيس الوكالات السياحية إلياس سنوسي ل«البلاد"، عن أن نسبة الإقبال على السياحة الخارجية محتشم مقارنة بالسنوات الماضية لما أصبح للمواطن اهتمامات أخرى خارج مجال السياحة، مشيرا إلى أن الجزائري أصبح يصرف كل مدخراته على السكن ك«عدل" أو "أل بي بي" خاصة وسط غلاء المعيشة وانخفاض سعر الدينار أمام العملات الأجنبية ورغم ذلك فإن هناك من يفضل السفر نحو الخارج خلال الصائفة، حيث تبقى تونسوتركيا الوجهتان رغم التطورات الأمنية التي حدثت يوم الجمعة بتركيا. لم تؤثر الأحداث الأخيرة التي جرت في تركيا على الطلبات للسفر نحو هذا البلد من طرف الجزائريين الذين يرغبون في زيارة إسطنبولوأنقرة لقاء عطلة الصيف أو شهر العسل بالنسبة للمتزوجين، حيث لم يلغوا رحلاتهم إليها خاصة بعد الانقلاب العسكري الذي حدث الجمعة الماضية ولفت العالم كله إليه. وكالات سياحية: لا إلغاءات للسفر نحو تركيا وأكدت بعض الوكالات السياحية في حديثها مع "البلاد" كوكالة نسيب للسياحة وربيع أسفار أنه لا توجد إلى غاية اليوم إلغاء للرحلات باتجاه تركيا بل بالعكس العائلات أصبحت تتهافت للحجز والسفر. وقال نائب رئيس الوكلات السياحية إلياس سنوسي رغم ما يحدث في العالم من تغيرات تهدد السياح، إلا أن وجهة الجزائريين الأولى لا تزال تونس باعتبارها البلد القريب الذي يقدم منتوجا سياحيا مميزا للجزائريين.
تحكّم تركيا في أمن بلدها جذب السياح لاكتشاف أنقرةوإسطنبول وعن الرحلات باتجاه تركيا، قال سنوسي إن هذه الأخيرة هي أيضا قبلة للجزائريين، لاسيما أن الوكالات السياحية لم تسجل أي عملية لإلغاء حجوزات زبائنها، بعد عملية الانقلاب العسكري الفاشلة. وقال نائب رئيس الوكلات السياحية إلياس سنوسي إن تحكم تركيا في إعادة استتباب الأمن والاستقرار وإعادة فتح مطاراتها التي أغلقت لساعات فقط واستئناف الرحلات من وإلى تركيا، دليل على قدرة هذا البلد على حماية السياح الوافدين إليها، وذلك من خلال إبراز الدولة لقوتها في السيطرة على أي مشكل أو وضع طارئ، بالإضافة إلى ثقافة الشعب الراقي الذي واجه الدبابة لحماية بلده من الفوضى. وأكد سنوسي في السياق حديثه أن السياح الذين قصدوا تركيا ومنهم الجزائريين في حالة آمنة ولم يتم تسجيل أي قتلى أو إصابات، مؤكدا أن الشعب التركي هو شعب مرحب بضيافه لما له من تاريخ يربط بين الجزائر والدولة العثمانية، ضف إليها أنها تحوي طبقة كبيرة من المسلمين، الأمر الذي ساهم في تسجيل أكبر عدد من السياح الجزائريين الذين قصدوا تركيا بداية السنة، حيث تعمل هذه الأخيرة على الوصول لعدد 400 ألف سائح، حيث قدر عدد الجزائريين الذين زاروا تركيا السنة الماضية ب300 ألف سائح، في حين أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا تركيا العام الفائت بلغ عددهم 1.24 مليون شخص، حسب وزارة السياحة التركية، ويقدر المراقبون الاقتصاديون أن إيرادات قطاع السياحة ستنخفض بنسبة الربع، وهذا سيكلف الاقتصاد التركي 8 ملاييردولار. من جهته، أكد منير شعبان مدير تجاري بشركة الطيران التركية ل"البلاد"، أن الرحلات نحو تركيا استأنفت بشكل عادي ولم يتم إلغاء ولا رحلة نحو تركيا إلا في تلك الفترة الظرفية، أين حدث الانقلاب وكل هذا لبضع ساعات تم التحكم في الوضع وباشرت الرحلات من الجزائر نحو تركيا بشكل عادي.
تراجع السياحة في أوروبا وتونس المقصد الأول للجزائريين من جهته، قال إلياس إن الجزائريين الذين يتوجهون إلى أوربا هم إما عائلات تزور أقاربها أو رجال أعمال يبحثون عن التجارة، حيث اعتبر أن أوربا مقصد للمواطنين من ذوي الدخل الميسور. وفي هذا الصدد، كشفت التقارير أن أسهم شركات السياحة والترفيه الأوروبية هبطت لتضغط على أسواق الأسهم في المنطقة بعد هجوم بمدينة نيس الفرنسية أودى بحياة مواطنين وأجانب وسياح زاروا فرنسا وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.15 % إلى 1335.71 نقطة، بينما تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوسع نطاقا 0.2 % متضررا من هبوط أسهم قطاع السياحة والترفيه بنحو 1.2 %.. وهبط سهم أكور الفرنسية أكبر مجموعة فندقية في أوروبا 3 %، فd حين انخفضت أسهم شركات الطيران والسياحة، ومنها "إير فرانس" و«إيزي جيت" و«توماس كوك" في نطاق من 1.6 إلى 4.2 %. وفي بورصة لندن ارتفع مؤشر فايننشال تايمز البريطاني على الرغم من هبوط أسهم شركات السياحة بعد هجوم نيس بعد أن ظل منخفضا معظم الجلسة، وأغلق المؤشر مرتفعا 0.2 % إلى 6669.24 نقطة لينهي موجة هبوط استمرت ثلاثة أيام. ومن بين المؤشرات الرئيسية الأخرى، انخفض مؤشر كاك القياسي للأسهم الفرنسية 0.3 %، في حين أغلق مؤشر داكس للأسهم الألمانية بلا تغير يذكر، ومؤشر "فايننشال تايمز 100" في لندن يغلق على ارتفاع بنسبة 0.22 %. وأمام هذه التداعيات، أصبحت العائلات الجزائرية تجتنب زيارة فرنسا خلال هذه الأيام إلا في حالات الضرورة القصوى. في حين آخر، قال المتحدث إن الجزائر لا تزال تعاني من نقائص كالإيواء ومراكز الاستقبال، مؤكدا أن هذه النقائص لا تشجع على السياحة المحلية مقارنة مع تونس التي يفضلها الجزائريون لما تحويه من إمكانات سياحية، سواء من حيث الخبرة أو أماكن الإيواء.