كان رواق جمعية ''الجاحظية'' مساء أول أمس، على موعد مع الإعلامية سامية بلقاضي لتقديم كتابها الموسوم ب''رأيت غزة·· ثلاث أيام تحت الحصار'' الصادر مؤخرا عن ''منشورات سقراط'' في حوالي 88 صفحة، حيث تطرقت فيه صاحبته إلى معاناة أهل قطاع غزة في ظل الحصار الذي فرضه العدوان الصهيوني، وذلك من خلال الرحلة البرية التي قادتها إلى غزة رفقة وفد قافلة المساعدات الإنسانية الجزائرية الصائفة المنقضية، راصدة بذلك صور حية ومؤثرة في شكل لون صحفي جديد يطغى عليه الجانب الإنساني الذي من شأنه إثارة العواطف، حسب قولها، مشيرة إلى أن هذا النوع من الكتابة منتشر في الغرب، كما أنه لون صحفي قائم بذاته ومعروف باسم ''التحقيقات الكبرى''· كما أوضحت أن أهمية الموضوع وحساسيته هو الذي دفعها إلى توقيعه في شكل كتاب· وفي السياق ذاته أكدت ضيفة ''الجاحظية'' أن كتابها جاء من تجربة حية دامت ثلاثة أيام استطاعت أن تقربها من المفهوم الحقيقي لمعنى المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة، والتي لا يمكن لأي عقل بشري أن يتصورها ''الحصار·· المأساة كلمات طالما ترددت عبر وسائل الإعلام ومع ذلك لم ننجح في صناعة التفاعل مع من يقرؤها''، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الكتابة الجافة البعيدة عن الذات الإنسانية أو الجانب العاطفي، هي التي تجعل القارئ لا يتعلق بمثل هذه الأخبار· وأوضحت بلقاضي أن يوميات تلك الرحلة جاءت في شكل سرد جسدته شخصيات حقيقية تتحدى المعاناة بطريقتها الخاصة وتحلم بغد مشرق، وذلك وفق ترتيب زمني متصاعد معنون في خمسة فصول منها ''في البدء كانت غزة وكان الأسطول'' و''من قاهرة مبارك إلى عريش الانتظار'' و''رفح، مصر المعارضة''· من ناحية أخرى، دعت المتحدثة الإعلام إلى ضرورة تشخيص مثل هذه الأحداث وعدم التركيز فقط على الأرقام، وذلك من أجل تقريبها وترسيخها في لاوعي المتلقي، وكذا إثارة الرأي العام وتحريكه، ضاربة أمثلة حية عن الإعلام الغربي الذي نجح إلى حد كبير، حسبها، في التعاطي مع مثل هذه الأحداث، مضيفة أن التجرد من الموضوعية في بعض المواضيع الصحفية لا يعيب العمل الصحفي كما يرى البعض لأن الصورة الحية من شأنها أن تبقي المتتبع متواصلا مع الموضوع باعتبارها الأقوى تأثيرا·