عبد اللطيف بلقايم يكتب حول الاعتداء على أسطول الحرية صدر حديثا عن منشورات سقراط، بالعاصمة، كتاب جديد للزميل الصحفي عبد اللطيف بلقايم، تحت عنوان “الإعتداء”، وهي شهادة حية للصحفي الذي كان ضمن الوفد الجزائري المشارك في قافلة الحرية “مرمرة” التركية، التي تعرضت أثناء كسرها لحصار غزة نهاية شهر ماي الفارط. حاول الكاتب الصحفي بلقايم، عبر صفحات الكتاب، نقل شهادته بدء من لحظة الهجوم الصهيوني على القافلة، وصولا إلى اللحظة التي وصلوا فيها إلى التراب الأردني، مرورا باللحظات العصيبة التي مرّ بها ورفقاؤه من الجزائر و49 دولة أجنبية أخرى، ممن اختاروا المشاركة في هذا الأسطول البحري الذي كان يهدف إلى كسر الحصار المفروض منذ سنوات على غزة وفلسطين الجريحة بشكل عام. يقول عبد اللطيف، في حديث جمعه معنا بمقر”الفجر”، إن هذه الشهادة ونقل الوقائع هو ثمرة 21 يوم متواصلة من الكتابة والعودة بالذاكرة إلى ذلك اليوم من ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، رغم أن تفاصيل تلك الذاكرة والأحداث المتسارعة التي طالت 6 سفن بحرية، لازالت محفورة في الذاكرة وستظل إلى الأبد، حيث يلتمس القارئ لصفحات هذا الكتاب، عبر حوالي 200 صفحة من الحجم المتوسط، أن يكون هو الآخر شاهدا على مجزرة أخرى من المجازر الكثيرة التي طالت الأمة الإسلامية الرافضة للكيان الصهيوني، ولغطرسته تجاه الشعب الفلسطيني. ورغم محاولات الكاتب أن يجمع شتات ذاكرته طوال الأيام التي كان فيها أعضاء الوفود المشاركة في هذه القافلة كما عاشها لحظة بلحظة، إلا أن كل الكلمات بالتأكيد لن تسعه في نقل معاناته ورفقائه في هذه التجربة القاسية التي مروا بها، إلا أنها بلا شك تجربة مكنت العالم بأسره من أن يطلع على جرم الكيان الصهيوني. ولعل هذا الكتاب سيبقى في الذاكرة ودليل إدانة يضاف إلى سلسلة من الأدلة والشهادات الحية على مدى بطش الصهاينة، خاصة أن الكاتب حاول من السطور الأولى لهذا المؤلف أن يدخل القارئ في جو الرحلة التي كان من المفترض أن تكون جزءا بسيطا من المساعدات الطبية والغذائية، من الشعوب التي تؤمن بالقضية الفلسطينية العادلة تجاه هذه الأمة، هؤلاء المناضلون الذين على الرغم من اختلاف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وجنسياتهم - يضيف الكتاب - إلا أن اللغة الوحيدة التي كانت تجمعهم طوال الرحلة التي أجهضتها أجنحة السماء الإسرائيلية، هي لغة الإنسانية الرحيمة ولغة المودة لإسكات أنّات شعب محاصر في غزة هاشم بفلسطين.