يدخل عمال المديرية الجهوية لمؤسسة سوناطراك قسم الإنتاج بمدينة حاسي الرمل الصناعية جنوبالأغواط، على غرار نظرائهم بحاسي مسعود وعين امناس، في إضراب عن الطعام سيشمل قواعد الحياة ومختلف المعامل ووحدات النفط والغاز المنتشرة عبر الصحراء الجنوبية، تنديدا بحرمانهم من الحق في التقاعد المسبق، مهددين بالتصعيد من لغتهم الاحتجاجية السلمية والمضي فيها، ما لم يتم التراجع عن ما نعت بالقرار الظالم الذي سيدخلهم في دوامة من المشاكل الاجتماعية والمهنية. وأكد منسقو الوقفة الاحتجاجية السلمية المنظمة ليلة أول أمس بقاعدة ألف سريرفي حديثهم مع "البلاد" أنه ليس لديهم خيار آخر بعد سلسلة الوقفات والمسيرات الاحتجاجية المنددة، بتطبيق قرار إلغاء التقاعد النسبي، سوى الإقدام على هذه المجازفة الخطيرة، وإن كانت قد تعود بالسلب على الاقتصاد الوطني وبالخصوص صحة عمال القطاع، لاسيما ذوي الأمراض المزمنة، بالنظر إلى ظروفهم النفسية التي تعقدت أكثر مما كانت عليه، خاصة بعد تأكد نية الحكومة انتهاج هذا الطريق كخيار أساسي في اجتماع مجلس الوزراء الاخير بحجة التخفيف من الأعباء المالية التي يتكبدها الصندوق الوطني للتقاعد. وطالب المحتجون الوزير الأول بإعادة النظر في فحوى القرار الذي يرفضونه جملة وتفصيلا، عن طريق الإبقاء على نظام التقاعد المسبق الذي كان معمولا به، مع تحديد مدة 32 سنة من الخدمة كحد أقصى لسن التقاعد، مشيرين من ناحية أخرى- إلى أن العديد منهم كان يحلم بفرصة لقاء أهله بعد سنوات طويلة من العمل بصحراء النفط والغاز المتخمة جوانبها بالظروف الطبيعية القاسية وأقلها الحرارة الشديدة والكثبان الرملية الهوجاء، وقالوا "إننا لسنا على استعداد بأن نسلك طريق زملائنا الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى داخل غرفهم جراء حسرة البعد عن الأهل، والآخرون الذين أصيبوا بنوبات وحالات من الهيستيريا التي تقود إلى الجنون، ناهيك عن ما سيتعرضون له من أمراض في سن ال60.